نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 380
العلمية هذه، ولكن نظراً لأن
دراسته لم تكن مقترنة بتهذيب النفس وتزكيتها، لم يخط على الصراط المستقيم، ولم
يتمكن من إبعاد نفسه عن الرذائل، فكانت عاقبته كل تلك الفضائح. فإذا لم يتخلص
الإنسان من الخبائث، فإن دراسته وتعلمه لا تجديه نفعاً بل تلحق به أضراراً أيضاً، فالعلم
عندما يكون في أرضية غير صالحة، سوف ينبت نبتاً خبيثاً ويصبح شجرة خبيثة. وكلما
تكدست هذه المفاهيم في القلب المظلم غير المهذب، ازدادت الحجب أكثر فأكثر.. ومن
هنا كان شر العالم الفاسد بالنسبة للإسلام أخطر وأعظم من كل الشرور) [1]
هذه نماذج عن دعوة الخميني
لإصلاح المؤسسة الدينية، والتي يقوم عليها العبء الأكبر في الإصلاح الاجتماعي،
ولهذا أولى النظام الإيراني الاهتمام الأكبر بتوجيه هذه المؤسسة وإصلاحها ووضع
البرامج الكفيلة لذلك، ومن بينها إضافة المواد المرتبطة بالعرفان العملي والأخلاق
لدراسة الطلبة، بالإضافة للرقابة المشددة لهذه المؤسسة حتى لا يتخرج منها إلا من
هو أهل لذلك.
بالإضافة إلى ذلك، قام النظام
الإيراني بإصلاحات كبيرة في التعامل مع الأطروحات الدينية، وخاصة تلك المرتبطة
بأهل البيت، حيث استعمل كل الوسائل لتصحيح تلك الصور الخاطئة عنهم، وعن العلاقة
بهم، وكونها كافية في النجاة من دون عمل ولا تقوى ولا صلاح.
ولذلك استعمل كل الوسائل لإشاعة
القيم المرتبطة بهم، واعتبار الانتساب إليهم وحده لا يكفي، بل المنتسب الصادق لهم
هو الذي يسعى للتحقق بالقيم التي دعوا إليها، وطبقوها في حياتهم، يقول الخميني في
ذلك: (يتوهم بعض الناس أن مجرد ادعاء التشيع وحب التشيع وحب أهل بيت الطهارة
والعصمة يسوغ له والعياذ بالله اقتراف كل محرم من