وبناء على هذا وضعت العقوبات
التي تحمي قيم أهل البيت من أن تصبح لعبة بأيدي المشوهين لها؛ فاندثرت هذه العادة
السيئة في إيران، كما اندثر غيرها من العادات، وكان الأحرى بالإسلاميين أن
يستقبلوا أمثال هذه التصحيحات والتوجيهات بفرح وسرور، ويشعرا أن التشيع صار أقرب
إلى التسنن من أي وقت مضى، لكنهم للأسف لا ينظرون إلى كل تلك التصحيحات، ويكتفون
أثناء نقدهم لإيران وللتشيع بنقل صور المطبرين مع أن كل المراجع المعترف بهم
ينكرونه، ويرفضونه، ويعتبرونه بدعة، بل إن القوانين الإيرانية تجرمه.
وبدلا لتلك الطقوس المسيئة يقوم
النظام باستعمال كل ما من شأنه أن يعيد العلاقة بأهل البيت إلى إطارها الصحيح،
ولهذا نراهم يشجعون على الأدعية ومجالس الوعظ التي تنشر قيم أهل البيت.
وبالمناسبة، فإن هناك تراثا
أخلاقيا كبيرا موجود في المصادر الحديثية الشيعية، وهو كفيل وحده بنشر القيم
الأخلاقية وتعميمها، والجمهورية الإسلامية ـ عبر مؤسساتها المختلفة الدينية
والإعلامية والثقافية ـ تسعى لنشره، لتصحيح العلاقة من خلاله بأهل البيت، يقول
الخميني في الدعوة إلى دراسته والاستنارة به: (يا أيها العزيز: إن كنت راغباً في دراسة الأخبار والأحاديث، فراجع الكتب الشريفة للأخبار وخاصة كتاب (أصول الكافي) حتى تعرف مدى
اهتمام المعصومين عليهم السّلام بالخلق الكريم والمبادئ الفاضلة، وإن كنت من التائقين للبيان العلمي وكلمات العلماء فراجع الكتب
الأخلاقية، مثل كتاب(طهارة الأعراق) لابن
مُسْكَوَيْه، وكتب المرحوم فيض الكاشاني، وكتب المجلسي، وكتب النراقيين[2] حتى تستوعب آثار ونتائج مكارم
الأخلاق. وإن وجدت نفسك في غنًى عن