نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 399
التجار والإقطاعيين من الساعين
للوجاهة والشهرة، المرفهين الغارقين في الملذات والشهوات غير القادرين على إدراك
مرارة الحرمان ومعاناة الجائعين والحفاة) [1]
هذه نماذج عن توجيهات الخميني،
التي بينت عليها القوانين الإيرانية المختلفة، وهي ترينا بوضوح مدى تغلغل القيم
الأخلاقية في تسيير السياسة الداخلية للبلاد بكل أجهزتها، وطبعا ذلك لا يمنع من
وقوع الاختراقات، والتمثيل السيء، ولكن ذلك محدود جدا، ويمكن لأجهزة الرقابة
المختلفة أن تحد منه، أو تمنع امتداد آثاره.
أما السياسة الخارجية، فهي
محكومة بالمبادئ والقيم الأخلاقية مثل السياسة الداخلية، ولهذا كان أول ما فعلته
الثورة الإسلامية، وفي أحلك مراحلها وقوفها في وجه الاستكبار العالمي على الرغم من
إدراكها للثمن الذي يمكن أن تدفعه في سبيل ذلك.
فقد كان الخميني وكل قادة الثورة
الإسلامية وإلى اليوم يصرحون بمواجهتهم لأمريكا، ويسمونها الشيطان الأكبر، ومثلها
إسرائيل، ويسمونها الغدة السرطانية، وفي الوقت الذي يدعو فيه العرب إلى صفقة
القرن، وإلى تجاهل حقوق الفلسطينيين نرى من المبادئ الكبرى لإيران، إيمانها
بفلسطين جميعا، وبجميع حقوق الفلسطينيين، بل إمدادها لقوى المقاومة الفسلطينية بكل
ما تحتاجه من دعم.
يقول الخميني في بعض بياناته
التي وجهها للعالم الإسلام: (يا مسلمي العالم يا أيها المستضعفون الرازحون تحت نير الظالمين!
انهضوا واتحدوا ودافعوا عن إسلامكم ومقدراتكم، ولا تخشوا صخب الأقوياء، فان هذا
القرن هو – بإذن الله – قرن انتصار المستضعفين على المستكبرين وانتصار الحق على الباطل)[2]
وقال في بيان آخر: (أمريكا العدو الأول ليعلم المسلمون المتواجدون في المواقف