نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 403
الكفار والمسلمين.. كذلك يجب
احترام الكنائس، وأماكن العبادة التي أقامها المسيحيون أو اليهود لعبادة الله، وليس
لأحد أن يتعرض لشيخ أو طفل أو أي شخص محايد لم يشارك في الحرب.. فهذه الأصول وغيرها،
أوجب الاسلام الالتزام بها، حتى مع أشد أعداء الاسلام، ولم يتسامح في تطبيقها، إلا
إذا بادر العدو إلى خرقها)
ويلخص يزدي أصول أخلاق التعامل
مع المحاربين بقوله: (لقد أراد الاسلام للحرب أن تكون حرباً شجاعة شريفة واضحة فلا
استغفال للعدو ولا مباغتة له، إذ لا حرب قبل الإعلان وإذا ما وقعت الحرب فلا مجال
لعمليات الإبادة أو الحرق، حتى إحراق منازل العدو ومزارعه التي تمده بالغذاء
والمال، إلا إذا لجأ العدو إلى ذلك. فالحرب تحسم في ميدان القتال، وبالأسلحة
المتعارفة في ذلك العصر، وما بعد الحرب يأتي دور الأسرى الذين وضع الاسلام أصولاً
للتعامل معهم، أوضحتها الروايات، وتحدثت عنها كتب الفقه باسهاب، والحرب ليست هدفاً
في الاسلام، حتى الحرب الدفاعية ـ كالحرب مع البغاة، فهي محدودة بحدود رفع الظلم
ودفع التجاوز على النظام وفرض الأمن الإسلامي)
هذه بصورة عامة القيم الأخلاقية
التي تحكم العلاقات الدولية في المنظور الإسلامي بحسب رؤية قادة الثورة الإسلامية
الإيرانية، وهي التي تعمل أجهزة الدولة في تنفيذها على أرض الواقع، وبناء عليها
تصدر الفتاوى المختلفة من ولاية الفقيه، والتي لها السلطة العليا في قضايا الداخل
والخارج.
ومن أحسن النماذج عن تلك الفتاوى
الأخلاقية الكبرى، فتوى المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران السيد علي
الخامنئي بحرمة استخدام أسلحة الدمار الشامل، والتي صدرت عام 2003 م، ثم أعلنتها
الحكومة الايرانية في بيان رسمي في اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا،
والتي يقول فيها: (نعتقد إضافةً إلی السلاح النووي، سائر صنوف أسلحة الدمار
الشامل كالأسلحة الكيمياوية والميكروبية تمثل خطراً حقيقياً علی
نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 403