نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 412
يرجع إلى تحكيم الموازين العقلية
بقدر رجوعه إلى أوهام وخيالات وأسباب النفسية، وهو يعد منها:
1.
إطناب طوائف من متبعيهم في وصف عقولهم ودقة علومهم، وأنهم مع كل ذلك
الذكاء منكرون للشرع متنصلون من تكاليفه.
2.
مصادرتهم العامة على مطالبهم المعرفية استدراجا لهم، بحيث أنه إذا ما
أوردوا عليهم إشكالا تذرعوا بأن هذه العلوم غامضة، وأنها أعصى العلوم على الأفهام
الذكية، ولا يمكن التوصل إلى فهمها إلا بتقديم الرياضيات والمنطق،وهذا كله استدراج
نفسي للوصول بهم إلى حالة الانبهار التام المؤدي إلى ا لخضوع الكلي.
3.
الخلط بين العلوم الطبيعية والهندسية والمنطقية مع الآراء
الميتافيزيقية، حتى ظن من ينظر في منطقهم فيراه مستحسنا أن سائر علومهم مؤيدة بتلك
البراهين.
وكل هذه الأسباب التي ذكرها
الغزالي وغيرها لذوبان هذا الفريق في تلك الثقافات لا ترجع إلى براهين عقلية، أو
حجج منطقية، وإنما هو حالة من الانبهار الساذج، والتأثر العاطفي الذي لا يحكمه
العقل، ولا يستند إلى الحجة.
وبديلا عن ذينك الصنفين يقترح
الغزالي صنفا ثالثا، هو وسط بين الصنفين، ويتمثل في التمييز بين المقبول والمرفوض
من تلك الثقافات؛ فيقبل ما دل عليه الشرع والعقل، ويرفض ما يرفضانه، وبناء على هذا
الأساس قسم الغزالي علوم الفلاسفة إلى ستة أقسام مبينا أن أكثرها يمكن قبوله
والاستفادة منه، وأنه لا ضرر منه على الدين.
ومن الأمثلة على ذلك قبوله الرياضيات، وما يتعلق
بها من الحساب والهندسة، وعلم هيئة العالم، وحكمها كما يقرر الغزالي أنه (لا يتعلق
شيء منها بالأمور الدينية،بل هي أمور
نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 412