نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 460
والمفكرين محمد بن صفدر الحسيني الأسد
أبادي[1] (1254 - 1315 هـ)، والذي اشتهر بلقب
بالأفغاني مع كونه كان إيرانيا، ولم يكن أفغانيا[2].
فمن المتفق عليه عند كل المؤرخين للفكر
والحركات الإسلامية الحديثة اعتباره العقل الملهم لجميع الحركات الإسلامية، سنيها
وشيعيها، حتى حركة التقريب بين المذاهب الإسلامية، كان جمال الدين أول من دعا لها.
وهو ـ خلافا لما يشاع من كونه أفغانيا ـ
إيراني، لكن المصلحة والتقية دعته لأن يلقب بذلك اللقب، أو كما عبر عن ذلك الكاتب
والمؤرخ (علي الوردي) بقوله: (وقد تميّز السيد جمال الدين بقدرة خارقة على التكيّف
مع المحيط الاجتماعي والسياسي الذي يحل فيه، وتمثل ذلك في تغييره ألقابه.. فهو
الأفغاني، والحسيني، والكابلي، والاسطنبولي والأسد آبادي، ولم يقتصر التكيّف على
ألقابه، بل كان زيّه هو الآخر يتبدل حسب ظروف وتقاليد المجتمع الذي يحل فيه، فمن
العمائم السوداء والبيضاء، والخضراء إلى طربوش أزهري أو تركي، وعقال وكوفية
حجازية، فحين وصل السيد جمال الدين إلى أسطنبول كان في زي سيد أفغاني على جبة
وكساء وعمامة عجراء، فشرع بتعلّم اللّغة التركية حتى تمكّن بعد مدة وجيزة من أن
يتكلّم بها ويكتب، وحين سافر إلى أوربا لبس الطربوش، ولكنه في الحجاز كان يلبس
العقال والكوفية، وعندما وصل إلى ايران خلع السيد جمال الدين زيّه الأفغاني
[1] تاريخ
الأستاذ الامام 1: 27 - 102 وتاريخ الصحافة العربية 2: 293 - 299.
[2] وهذا ما
ذهب إليه أكثر الباحثين، ويذكرون أنه كان إيرانيًا من أسد آباد بالقرب من همدان،
وأنه كان شيعيًا جعفري المذهب، بالرغم من حرصه على تلقيب نفسه بالأفغاني، وانخراطه
في علماء أهل السنة في جميع البلدان الإسلامية التي زارها أو أقام فيها، ومن
الأدلة التي ذكروها لذلك: (وجود عائلة جمال الدين في إيران، وعدم وجود أي أثر لها
في أفغانستان.. أن اسم والد جمال الدين [صفدر]، اسم إيراني شيعي يعني: البطل ممزق
الصفوف.. اهتمام جمال الدين بإيران ومشكلاتها أكثر من اهتمامه بأي قطر إسلامي
آخر.. إجادة جمال الدين اللغة الفارسية باللهجة الإيرانية.. تمجيد جمال الدين
للإيرانيين وإشادته بذكائهم)
نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 460