نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 461
الذي عرف به في تركيا ومصر وتزيّا بزي
سيّد من علماء الشيعة حيث وضع العمامة السوداء على رأسه، والعباءة على كتفيه،
والمداس الأصغر في قدميه ولقب نفسه بالحسيني)[1]
ونرى أن هذه التقية التي مارسها جمال
الدين لم يكن يقصد بها حراسة نفسه، بقدر ما كان يريد بها حراسة دعوته، والتي كان
يمكن أن تغتال في اللحظة الأولى التي يعلن فيها عن أصله الإيراني، ولذلك لم يكن
يذكره إلا عندما دعته الحاجة إلى ذلك، حين وقف مخاطباً الشاه بقوله: (أستطيع أن
أفخر بنفسي أن أرى عاهل ايران قد استيقظ من سباته العميق، وأخذ يفكر في تعمير
البلاد ورقيها ويثق بي، نعم إنني إيراني أسد آبادي، وإن كافة العلوم بحمد الله
مخزونة في صدري، فلا تنظر إلى وحدتي، وصغر جسمي فإني أستطيع أن أطمس جبل دماوند
هذا بقبضة يدي الصغيرة)[2]
وقال مرزا لطف الله أسد آبادي ابن اخت
جمال الدين المشهور بالأفغاني في كتابه (جمال الدين الأسدابادي): (وكان كشف حقيقة
جمال الدين أمام السلطان عبد الحميد ضربة قاضية وجَّهها مظفر الدين شاه إلى جمال
الدين بوثيقة سلمها علاء الملك سفير إيران في تركيا إلى الحكومة التركية تثبت
بالأدلة القاطعة أن جمال الدين إيراني شيعي يختفي في ثياب الأفغاني، ويتّخذ المذهب
السني ستاراً يحتمي به)[3]
وقد أشاد به كل القادة الفكريين
والسياسيين للجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومنهم مرتضى مطهري الذي قال عنه: (إن
السيد جمال الدين الأسد آبادي، هو الرائد في الحركاة الإصلاحية خلال القرن
المنصرم. هو أول من بدأ بتحريك الصحوات الإسلامية وكشف برؤية موضوعية عن هموم المجتمعات
الإسلامية وقدّم الحلول للإصلاح والقضاء
[1] ملامح
اجتماعية من تاريخ العراق الحديث، ج 3، ص 273..