والوصفة
المناسبة ـ كما يذكر الخميني ـ لكل (الذين يريدون فهم القرآن ومحتواه، لا صورته
النازلة المحدودة، بل يفهموا محتواه ويزدادون سمواً ورقياً كلما قرأوه، ويقتربون
من مصدر النور والمبدأ الأعلى كلما قرأوه، فإن هذا لا يتحقق إلاَّ أن تزول الحجب ..
لذا يجب رفع هذه الحجب حتى تتمكن من رؤية هذا النور كما هو، وكما يليق بالإنسان أن
يدركه، فأحد الأهداف هو تعليم الكتاب بعد التزكية، وتعليم الحكمة بعد التزكية) [1]
ولذلك اهتم
الإمام الخميني في كتبه جميعا بالدعوة إلى تزكية النفس، وتطهيرها لتسمو لفهم
الحقائق القرآنية، وتنفعل لها، وقد كانت تلك الدعوات هي السبب في توفير القابلية
للكثير من الشعب الإيراني الذي سار خلفه، واستطاع أن يتحمل جميع أنواع الحروب التي
حورب بها، ولولا ذلك الإيمان، وتلك التزكية لما استطاع أن يتحمل ذلك.
والمثال الثاني
في المشروع الجديد هو قائد الثورة الإسلامية الحالي، والذي استمر على نفس نهج
أستاذه الإمام الخميني في الدعوة لتفعيل القرآن الكريم في جميع مناحي الحياة، فلا
يكاد يخلو مجلس من مجالسه إلا ويذكر بذلك، وقد جمع له في هذا كتاب كبير الحجم
بعنوان: (الفكر الإسلامي على ضوء القرآن الكريم)
ومن تصريحاته
فيه قوله ـ متأسفا ـ:(صحيح أننا
نجد القرآن ومنذ الخطوات الأولى التي تلت تحوّل الخلافة الإسلامية إلى السلطنة
الطاغوتية، وقد تحوّل في الواقع إلى زائدة كمالية، وخرج بشكل رسمي وإن لم يكن ذلك
بشكل اسمي عن المجال الحياتي للمسلمين، إلاّ أن ما حدث في جاهلية القرن العشرين من
خلال عمل الأجهزة السياسية والاعلامية المعقدة، يعدُّ أخطر من ذلك بمراتب، وأكثر
بعثاً على القلق بلا ريب)[2]
وذكر أن السبب
الأكبر فيما حصل للمسلمين وعزل الإسلام عن حياتهم هو هجر