خبر التحريف
مخالف لكتاب الله، مكذب له فيجب رده والحكم بفساده وتأويله)[1]
ومنهم محمد باقر
المجلسي [2] (
1037 هـ ـ )، والذي يمنعه كونه من المحدثين الكبار، بل من الذين أوردوا روايات
التحريف نفسها أن ينص على عدم صحتها، وأن القرآن يستحيل تحريفه، وقد قال معبرا عن
ذلك: (فإن قال قائل كيف يصحّ القول بأن الّذي بين الدفتين هو كلام الله تعالى على
الحقيقة من غير زيادة ولا نقصان وأنتم تروون عن الأئمة عليهم السلام أنّهم قرأوا (
كنتم خير أئمة أخرجت للناس ) وكذلك ( جعلناكم أئمة وسطا … ) وهذا بخلاف ما في المصحف الذي في أيدي الناس ؟ قيل له:قد مضى الجواب عن هذا، وهو أنّ الأخبار التي جاءت بتلك أخبار آحاد لا يقطع على الله تعالى بصحتها؛ فلذلك وقفنا فيها، ولم
نعدل عمّا في المصحف الظاهر على ما أمرنا به حسب ما بيّناه)[3]
أما المعاصرون،
فقد ألفوا الكتب الكثيرة في الرد على هذه الشبهة خاصة بعدما ألف الإخباري النوري
(ت1320هـ)، كتابه (فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب) معتمدا على مجموعة من
الروايات ضعيفة السند، أو مكذوبة على الأئمة.
ومن تلك الكتب (كشف
الارتياب في عدم تحريف كتاب رب الأرباب) للطهراني (ت 1313هـ)، ومنها (حفظ الكتاب
الشريف على شبهة القول بالتحريف) للسيد هبة الدين الشهرستاني (ت 1315هـ)، ومنها (الحجة
على فصل الخطاب في إبطال القول بتحريف الكتاب) لعبد الرحمن الهيدجي (1372هـ)،
ومنها (البرهان على عدم تحريف
[1]
عنه مفاهيم القرآن (العدل والإمامة)، الشيخ جعفر السبحاني – ج 10 – ص 441 ..
[2]
ولد في مدينة أصفهان التي كانت آنذاك من المراكز العلمية المعروفة في العالم الإسلامي،
وكان والده المولى محمد تقي المجلسي من مفاخر علماء الشيعة، له مؤلفات كثيرة في
شتى الـمـجـالات يـنتهي نسبه إلى الحافظ أبي نعيم المتوفى عام 430 هـ صاحب الكتاب
المعروف بـ حلية الاولياء في طبقات الاصفياء..