يخطئ الكثير من
الناس حين يتصورون أن مطامع أعداء الأمة الإسلامية محصورة فقط في فلسطين أو في
القدس أو في بعض تلك المدن التي كانت ولا تزال قبلة للأحرار في العالم.
فالجشع
الاستعماري والحقد الغربي لا يكتفي بتلك الدولة، ولا بتلك المدن التي تتشكل منها،
وإنما يمد يد مطامعه وأحقاده إلى جميع بلاد العالم الإسلامي، ليلتهمها دولة دولة،
ومدينة مدينة، وشارعا شارعا.
وهو يستعمل لكل
دولة أو مدينة أسلوبه ووسائله وذرائعه الخاصة.. فقد ضرب بغداد التي كانت عاصمة
الحضارة والثقافة الإسلامية لقرون عديدة، عبر استعداء إخوانها من المدن العربية،
ومن خلال قواعده فيها نشر الخراب والدمار، ولا يزال ينشر الفتنة، وبأياد وأموال
عربية تكذب على نفسها حين تتصور أنها مع فلسطين والقدس، ويستحيل أن يكون مع فلسطين
والقدس من لم يكن مع العراق وبغداد والنجف وكربلاء، وكل تلك المدن المضمخة بعطر
العلم والإيمان والحضارة.
وهكذا ضُربت
سورية بأموال عربية، وبمرتزقة عرب، يتوهمون أنهم مع قضايا الأمة، مع كونهم أشد
أعدائها، شعروا بذلك أو لم يشعروا.. حتى الإسلاميون الذين يشنعون على العدو
الصهيوني ضربه لغزة والضفة الغربية، راحوا يباركون له ولأمريكا وكل الدول
الإمبريالية الغربية ضربها لدمشق وحلب وحمص، تلك المراكز الكبرى للحضارة
الإسلامية، ولقرون طويلة.
وهكذا نجد أعداء
الأمة يستخدمون أولئك المغفلين من العرب والمسلمين لينهشوا كل مرة قطعة جديدة من
أرض العالم الإسلامي، ويركزون بصورة خاصة على العواصم