الحضارية التي
كانت بمثابة المنارات التي أضاءت للبشرية قرونا طويلة، ولذلك يريدون أن تنكس أعلام
تلك المنارات، حتى لا يمتد ضياؤها أو يعود لها بريقها وإشعاعها.
ومن تلك الدول
التي لا يمكن لأحد أن يستبعد دورها المهم في التاريخ والحضارة الإسلامية (الجمهورية
الإسلامية الإيرانية).. تلك الدولة التي لا تحوي مركزا واحدا فقط من مراكز
الحضارة، بل تحوي مراكز كثيرة جدا.. فهي البلاد التي تضم أصفهان وشيراز وقم ومشهد ونيسابور
وطهران وكاشان والكثير من المدن التي يتربع في كل شبر منها فقيه أو محدث أو مفسر أو
أديب أو طبيب أو فلكي أو كيميائي.. ويتربع في كل قطعة منها أثر من آثار الحضارة
الإسلامية، والقيم العظيمة المرتبطة بها.
ولذلك كانت
الحملات الشديدة عليها، لا من أمريكا أو إسرائيل وحدهما، وإنما من أولئك العرب
المغفلين الذين راحوا يشوهون إيران، ويدعون المتآمرين لضربها، ولم يكتفوا بذلك، بل
راحت كل وسائل إعلامهم تشيطنها بدل أن تشيطن أمريكا، أو العدو الصهيوني.
وإن نسينا فلن
ننسى أبدا ذلك الموقف الذي وقفه السلفيون والحركيون، حين عقدت بعض الاتفاقات في
مصر لفتح المجال للزيارات السياحية المشتركة بين طهران والقاهرة، حينها راح
السلفيون من معهم من الحركيين يدعون إلى الذهاب إلى المطارات، ومنع كل سائح إيراني
من الدخول إلى مصر، في نفس الوقت الذي يدخل فيه الإسرائليون والأمريكيون، وعبدة
الشياطين والهييز.. وكل من هب ودب.
ولن ننسى أبدا
تلك القنوات التي لا هم لها إلا تصوير إيران بكونها شيطانا أكبر، وأنه لا غرض لها
إلا هدم الأمة، وتفريق صفها، واستعمار أرضها، والهيمنة على خيراتها، في نفس الوقت
الذي نرى فيه تلك الخيرات توهب هكذا مجانا، وبمئات الملايير من الدولارات لترامب
وزوجته وابنته.. وكل المقربين أو المبعدين منه.
وقد بدأت هذه
الحملة منذ لبست إيران لقب (الجمهورية الإسلامية)، حينها فقط