تحولت إلى مشروع
مجوسي وصفوي وفارسي، أما قبل ذلك، فقد كانوا مقربين جدا منها يستقبلون الشاهنشاهات
بالأحضان، ويرفضون أي إساءة لهم، لسبب بسيط هو أن أولئك الشاهنشات كانوا أصدقاء
لأمريكا وإسرائيل والغرب.
ولذلك كان
الواجب على كل مسلم أن يقف في وجه هذه المؤامرات الموجهة للعالم الإسلامي، ولمراكز
الحضارة فيه، فالغرب لا يستهدف فقط ديننا وقيمنا، وإنما يستهدف كذلك أرضنا،
ويستعمل بعضنا بعضا وسيلة لتحقيق ذلك.
وبناء على هذا
حاولت في هذه السلسلةأن أقوم بواجبي الشرعي في الذب عن هذه القطعة المباركة، التي
لا يمكن أن أنكر دورها العظيم علي وعلى جميع المسلمين.. فأكثر التراث الإسلامي
الفقهي والأدبي واللغوي والصوفي جاءنا منها.
وأذكر أن من
أوائل كتب الأدب التي شغفت بها كتاب (الأغاني)، لأبي فرج الأصفهاني، وهو من أصفهان
الإيرانية.. وهكذا كان من أوائل الشخصيات التي قرأت كل كتبها، وامتلأت تعظيما لها،
وأنا لا أزال شابا يافعا، أبو حامد الغزالي، وهو من طوس، وقبره قريب من مقام
الإمام الرضا في مشهد... ومثله الفيض الكاشاني، وهو من كاشان، ومثلهما فريد الدين
العطار وأشعاره الجميلة، وهو من نيسابور .. وهكذا كان أكثر الأعلام الذين تتلمذنا
على أيديهم من صوفية وفقهاء وشعراء ومحدثين ومفسرين من تلك البلاد الممتلئة
بالجمال والقيم الرفيعة.
لكن مع ذلك كله،
وفجأة، ومن غير مقدمات تحولت إيران من تلك
البلاد التي تضم أكبر مراكز الحضارة، وأكثر محاضن العلم والمعرفة، ومهد
المدارس الإسلامية بجميع تفرعاتها، إلى بلد المؤامرات على الإسلام والمسلمين،
وطيلة تاريخها.
حيث حولتها
الكثير من الأقلام المأجورة، ومعها المؤسسات الإعلامية الضخمة، ومعهما سيل كبير من
المغفلين الطائفيين الذين أعمتهم الأحقاد عن أن يبصروا الحقائق؛