فراحوا يشككون
في إسلام إيران، ويطرحون بين عوام الناس وخواصهم أن الإيرانيين ليسوا سوى مجوس
تستروا بالإسلام ليقضوا عليه.
وراحوا يبتدعون
في سبيل ذلك الكثير من المصطلحات الغريبة التي لم نسمع بها طيلة التاريخ الإسلامي
من أمثال: (المشروع الصفوي)، و(الإمبراطورية الفارسية) و(الفرس المجوس)
و(الخطرالفارسي) و(جاء دور المجوس)، وغيرها، وهي من الكثرة بحيث لا تحتاج أي
توثيق، لأن الجميع صار يسمعها ويرددها من غير أن يحاول التأكد منها، أو التثبت من
معانيها، ذلك أنه يسمعها من كبار رجال العلم والدين في الأمة، ومن كبار الحركيين
والقيادات الاجتماعية فيها.
والطامة الكبرى،
والتي لا يمكن تفسيرها هي أن أكبر من حمل لواء العداء لإيران، وفي ثوبها الإسلامي،
هم أولئك الإسلاميون الذين يدعون أنهم يطمحون إلى تحقيق المشروع الإسلامي على أرض
الواقع، ليستعيدوا بذلك أمجاد الإسلام، ويحققوا قيمه في البلاد الإسلامية، ويحققوا
معها معاني الحاكمية التي جاءت النصوص المقدسة بالدعوة إليها في كل مجالات الحياة.
لكنهم، وبعد
فترة قصيرة من نجاح الثورة الإسلامية الإيرانية، راحوا يخونون ويشيطنون نظام (ولاية
الفقيه)، الذي اعتمده الشعب الإيراني، وصوت عليه، وقبله نظاما لحكمه، وهو نظام يدعو
إلى (الحاكمية لله)، وينفذها في
الواقع بطريقة علمية سمحة ممتلئة بكل القيم الحضارية، مع مراعاة حقوق الشعب في
اختيار قادته ونوابه.
وكان المنتظر من
الإسلاميين أن يفرحوا بذلك، وأن يساندوه باعتباره المشروع الذي ظلوا طول أعمارهم
ينادون به، لكنهم بدل ذلك راحوا يسبون الفقيه، ويكفرونه، ويعتبرونه متآمرا على
الإسلام.. وراحوا يمدون أيديهم لجميع أعداء الأمة التي تخلت عن كل مشاريعها، لتجعل
هدفها الوحيد والأكبر هو صد ذلك الزحف من الوعي الذي مثلته