الجمهورية
الإسلامية بوقوفها مع جميع القضايا العادلة.
ولأجل هذا
حاولنا في هذه السلسلةأن نجمع كل تلك الشبهات التي استعملها الإسلاميون وغيرهم
لضرب الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتشويهها وشيطنتها، لاعتقادنا أن ذلك من
الواجبات الكبرى التي لا يجوز لنا السكوت عنها، فالشبهات التي تطال الإسلام لا
تكتفي فقط بالشبه المرتبطة بتصوراته العقدية، أو أحكامه الفقهية، أو قيمه
السلوكية.. بل هي تتعدى ذلك إلى الشبهات التي تطال شعوبه وبلاده وتاريخه وحضارته..
ذلك أن تشويه تلك الشعوب، ليس سوى تفريغ للإسلام من كل المنتسبين إليه.
وهو يدخل ضمن ما
أُمرنا به من الذب عن إخواننا المسلمين والانتصار لهم، ورد الظلم عنهم؛ فلا يجوز
لمسلم يسمع من يكفر إخوانه المؤمنين الطيبين في إيران أو في أي مكان، ويرميهم
بالعظائم، ثم يظل ساكتا لا يتحرك للدفاع عنهم، لأنه يكون بذلك شريكا للمتآمرين
الظالمين.
وقد أشار القرآن
الكريم إلى هذا الواجب الشرعي في قوله تعالى:﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا
وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ
شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ
إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا
تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ (لأنفال:72)
ففي هذه الآية
الكريمة حض على نصر المؤمنين بعضهم بعضا؛ فلا يصح أن ينعم المسلم بالأمن والعافية
والسمعة الطيبة والثناء العريض، في الوقت الذي يصاب إخوانه في إيران بكل أنواع
البلاء، من الحصار الجائر، والحرب الضروس الظالمة، ومعهما كل تلك المكاييل التي لا
عد لها من السباب والشتائم والتكفير والتبديع.
وهكذا دعانا
رسول الله a أن نبرهن على إسلامنا بنصرة
إخواننا في أي مكان