تعرضوا له لأي
أذى، ففي الحديث قال a: (المسلم أخو المسلم،
لا يظلمه، ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم
كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة..
بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وعرضه،
وماله)[1]
وهكذا نجد
النصوص المقدسة تدعونا إلى نصرة إخواننا في كل أرض، وفي كل حال، ففي الحديث قال
رسول الله a:( انصر أخاك ظالماً أو
مظلوماً)، قيل: يا رسول الله! أنصره مظلوماً، فكيف أنصره ظالما؟)، قال:( تمنعه من
الظلم؛ فذلك نصرك إياه)[2]
وهكذا نص جميع
العلماء من جميع المذاهب الإسلامية على أنه لا يجوز للمسلم أن يسكت عن الذب عن غرض
إخوانه إذا ما انتهك، حتى لا يكون شريكا للمنتهكين، يقول الغزالي عند تعديده لحقوق
الأخوة الإسلامية (ذب الأخ عن أخيه في غيبته مهما قصد بسوء أو تعرض لعرضه بكلام
صريح أو تعريض، فحق الأخوة التشمير في الحماية والنصرة وتبكيت المتعنت وتغليظ
القول عليه، والسكوت عن ذلك موغر للصدر ومنفر للقلب وتقصير في حق الأخوة.. فأخسس
بأخ يراك والكلاب تفترسك وتمزق لحومك وهو ساكت لا تحركه الشفقة والحمية للدفع عنك
وتمزيق الأعراض أشد على النفوس من تمزيق اللحوم ولذلك شبهه الله تعالى بأكل لحوم
الميتة فقال:﴿ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً
﴾ (الحجرات: 12))[3]
ولهذا، فإنا في هذه
السلسلةنحاول أن نطبق بقدر المستطاع هذه الواجبات الشرعية التي تحرم علينا أن نسكت
عن الظلم الموجه لعشرات الملايين من إخواننا الذين يغتابهم في