فلم يبلغوا
شأوه وحفظت منهم أكثر من عشرين إماما ممن صنف المستخرج على مسلم فسبحان المعطي
الوهّاب)[1]
ولذلك أجمع
العلماء على فضله، فقد قال فيه أبو علي النيسابوري: (ما تحت أديم السماء أصح من
كتاب مسلم بن الحجاج في علم الحديث)، وقال مسلمة بن القاسم القرطبي: (مسلم بن
الحجاج النيسابوري جليل القدر ثقة من أئمة المحدثين له كتاب في الصحيح، لم يضع أحد
مثله)، وقال الذهبي: (كتاب نفيس كامل في معناه، فلما رآه الحفاظ أعجبوا به)، وقال
النووي: (ومن حقق نظره في صحيح مسلم رحمه الله واطلع على ما أودعه في أسانيده
وترتيبه وحسن سياقته وبديع طريقته من نفائس التحقيق وجواهر التدقيق وانواع الورع
والاحتياط والتحري في الرواية وتلخيص الطرق واختصارها وضبط متفرقها وانتشارها
وكثرة اطلاعه واتساع روايته وغير ذلك ما فيه من المحاسن والأعجوبات واللطائف
الظاهرات والخفيات عَلِمَ أنه إمامٌ لا يلحقه من بعد عصره وقل من يساويه بل يدانيه
من أهل وقته ودهره وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء)[2]
ومن المحدثين
الكبار بنيسابور الحافظ محمد بن اسحاق بن خزيمة النيسابوري (223-311 هـ ) الملقب
بشيخ الإسلام، وإمام الأئمة، وصاحب كتاب صحيح ابن خزيمة، والذي قال فيه أبو حاتم
بن حبان: (ما رأيت علی وجه الأرض من يحسن صناعة السنن ويحفظ ألفاظها الصحاح
وزياداتها حتی كان السنن كلها بين عينيه إلا ابن خزيمة)[3]
وقال السبكي عنه
في ترجمته: (المجتهد المطلق، البحر العجاج جمع أشتات العلوم،
[2] انظر هذه النصوص وغيرها في:
صيانة صحيح مسلم من الإخلال والغلط وحمايته من الإسقاط والسقط - عثمان بن عبد
الرحمن، أبو عمرو، تقي الدين المعروف بابن الصلاح (طبعة دار الغرب الإسلامي: ج1
ص62)