العصور،
حيث تظهر طائفة من الشكّاكين الّذين ينشرون الشبهات بين عامّة الناس) [1]
ومع
عتبه الشديد على هؤلاء إلا أنه يعتبر أن لهم دورا في توضيح الحقائق وجلائها، يقول
في ذلك: (هناك وجه آخر لظهور الشكّاكين الّذين يلقون محاضرات ويكتبون مقالات ضدّ
الإسلام، فإنّهم يؤدّون إلى جلاء وجه الإسلام أكثر، حيث يتصدّى العلماء لهم بما
يؤول لصالح الإسلام .. وهذا ما حصل فعلاً حينما كتبت بعض الكتب والمقالات ضدّ
الإسلام، ما أدّى إلى قيام العلماء بشرح مسائل كانت غامضة لفترة من الزمن) [2]
وقد
رد مطهري على من يريدون أن يستعملوا الحرية الفكرية وسيلة لبث الشبهات والشكوك، أو
الدعوة إلى الوثنيات والخرافات، ويعتبرون الوقوف في وجه هذا الغزو قمعا فكريا، بأن
ذلك نوع من المغالطة، يقول في ذلك: (قد يُقال، وبناءً على قاعدة أنّ فكر الإنسان
حرّ وعقله كذلك، أنّ عقيدته لا بدّ أن تكون حرّة، ولذا فالوثنيّ مثلاً حرّ في
عقيدته، وهذه مغالطة موجودة في العالم حاليّاً، وهي بدعواها منح الحريّة للفكر
فإنّها في الواقع تقيّد الفكر)[3]
وقد
رد على هذه المغالطة بأن هناك مسلكين في ميزان احترام اعتقاد الإنسان[4]:
أولهما:
أن نعتبر الإنسان حرّاً ومختاراً، فنحترم كلّ ما يعتقد به ولو كنّا نرفض ما
اختاره، أو كنّا نعلم بأنّه كَذِبٌ وخرافة، بل حتّى لو ترتّب عليه مستلزمات باطلة
وفاسدة.
ثانيهما:
أن يكون احترامنا له بتوجيهه نحو الرقيّ والتكامل والسعادة.
وهو
يرى أن (ترك الإنسان يختار العقائد الفاسدة، كأن يختار الوثنيّ عبادة الوثن، هو