ويذكر
من الأدلة على الحرية الفكرية في الإسلام ذلك التساهل الذي ورد في النصوص في
التعامل مع الوساوس والشبهات، وقد طرح هنا شبهة تثار في هذا المجال، وهي (إذا كان
التفكير يؤدّي إلى حصول وسوسات وشبهات في الذهن، فهل يحقّ للشخص الّذي يخطر في
ذهنه شبهة أن ينقلها إلى الآخرين؟)[2]
وقد
أجاب عليها بقوله: (لا يعتبر الإنسان مذنباً، ولا يعذّب ما دامت الوساوس والشكوك
في القلب، وقد تطرّقت روايات كثيرة إلى مسألةِ ما لو طرأ على الذهن بسبب هذا
التفكير شبهات وشكوك ووسوسة.. وعلى الإنسان إن كان في حالة تحقيق وبحث، أن يرجع
إذا شكّ إلى نبيّه وإلى تعاليم الإسلام، حيث يعتبر هذا الأمر ضروريّاً للوصول إلى
الحقائق، وعليه لا بدّ أن نسلّم بأنه يحقّ لأيّ شخص حصلت لديه شبهة أن ينقلها إلى
الآخرين بهدف حلّها، وهذا حقّ طبيعيّ له، ويجب حلّ شبهته) [3]
وهو
يعتب على الذين يشكون لأجل الشك، أو يقومون بالتشكيك من غير أن يبذلوا أي جهد في
البحث عما يزيل شكوكهم، ويعتبر هؤلاء من الذين يمارسون هذا النوع من الحرية بطريقة
خاطئة، خاصة لو ضموا إلى شكهم تشكيك عوام الناس ممن ليس لهم قدرة على البحث
والنظر، يقول في ذلك: (نعم، لو بقي الإنسان في حالة الشكّ وبقي في مكانه فهذا هو
الهلاك وشكّ الكسالى، وكذلك الأمر لمن أصبح عنده التشكيك هدفاً يحاول بواسطته
التشويه والتشنيع على تعاليم ومفاهيم الإسلام، كما نرى ذلك في كلّ عصر من