التاريخي
للإسلام وانطلق في سعي محموم لاستئصال الوجود السني في إيران، وحاول نشر التشيع
الرسمي بحد السيف. ثم جاءت الثورة الإيرانية عام 1979 لتكرس التصور الصفوي وتطوره
إلى ثورة إسلامية بمذاق شيعي سعت إلى تصديره خارج مجالها السياسي، وفي كل هذه المحطات كانت الزرادشتية
حاضرة في المخيال الشعبي الإيراني، بل كانت مستفيدة من هذا التعاقب، فبعد الفتح
الإسلامي كانت الزرادشتية بالنسبة إلى الفرس (حتى من غير المؤمنين بها) تمثل ضربا
من الانتماء إلى مرحلة ما قبل العرب، أي أنها كانت إحالة على الماضي الفارسي
التليد بالنسبة إليهم، ذلك أن العصبية الإيرانية ولئن استوعبت الإسلام إلا أنها
واصلت عنصريتها تجاه العرب. تشبثت بالإسلام وحاولت احتكاره وفي ذات الوقت كانت
تنظر إلى الزرادشتية باعتبارها منهلا حضاريا يحق لها أن تفخر به)[1]
وهكذا
راح يردد مثل هذا الهراء، ويبني الكثير من الاستنتاجات التي لا تستند لأي معطيات
علمية، ولو أنه كلف نفسه، وقرأ ما كتبه قادة الثورة الإسلامية، ومواقفهم لاحترم
نفسه، ولما ردد أمثال هذه الدعاوى.
وهو
يدعو في مقاله ـ مثل الكثير من الإسلاميين ـ النظام الإيراني إلى استئصال شأفة كل
المجوس في إيران، وربما الذهاب إلى مواطنهم في البلاد الأخرى للقضاء عليهم، حتى
يثبت أنه ليس مجوسيا، يقول في ذلك: (النظام القائم بعد الثورة الإيرانية مارس غض نظر
واضح عن الديانة الزرادشتية، كان النظام الإيراني يحارب أصحاب البدع الدينية ويصدر
أحكاما بالإعدام بتهمة محاربة الله وتهديد الأمن القومي الفارسي، وفي الوقت نفسه كانت
الديانة الزرادشتية تحظى بممثل في مجلس النواب من منطلق الحريات الدينية، وكان النظام
الإيراني بهذه الازدواجية يضرب عصافير عديدة بحجر واحد، فهو يقدم صورة للعالم على