التي
يتشبث عادة دعاة الفتنة من سب الصحابة ولعنهم والتبري منهم؛ ففي سؤال حول معنى
التبرّي، أجاب مقرر فتاواه: (التولي والتبرّي الذان يعدان أحياناً ضمن أصول الدين،
ويعتبران في أحيان أخرى من فروع الدين، وكلا الرأيين صحيح، لهما جانب عقيدي وجانب
عملي. من الناحية العقيدة هو أن نعتقد بولاية الأولياء الإلهيين ورسل الله والأئمة
الأطهار، وأن نحبّهم ونحبّ أتباعهم وموالیهم، وهناك جانب عملي يتمثل في
إطاعتهم، والتبرّي هو الحالة المعاكسة للتولي، بمعنى معاداة أعداء الله وأعداء
أولياء الله، وعلى المكلفين أن يؤمنوا بهذين الأصلين من الناحية العقيدية ويتمسكوا
بهما من الناحية العملية)[1]
وهذا
من المتفق عليه بين المسلمين جميعا، وهو ما يسمى بالولاء والبراء، وقد قرره القرآن
الكريم في آيات كثيرة منها قوله تعالى: ﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ
بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ
عَشِيرَتَهُمْ ﴾ [المجادلة: 22]، وقوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ
إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ
يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ
كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ
إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا
أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ﴾
[الممتحنة: 1]
لكن
الخلاف في كيفية تطبيق هذا الأمر الإلهي، وقد كان من الشيعة، وخاصة الإخباريين
منهم من يلزم أتباعه بتسمية المتبرأ منهم، ولعنهم، وهو ما يثير الفتن، لكن تطبيق
فتوى الخامنئي تتجاوز هذه المشكلة؛ فقد قال فيها مقررها: (وليس هناك لزوم بالنسبة
للشخص الذي يريد التبرّي بأن يرفق تبرّيه هذا باللعن والشتائم وسوء القول، كان
هناك الكثير
[1] فتاوى
الإمام الخامنئي فيما يخص أحكام أصحاب المذاهب والأديان الأخرى، مقرر الفتاوى،
فلاح زاده - عضو مکتب استفتاءات سماحة آیة الله العظمى السید الخامنئي
و رئیس مرکز علم مواضیع الأحکام الفقهیة، موقع الخامنئي،
بتاريخ: 12/12/ 2016.