لم
يبق منه في هذا العصر سوى طقوس جافة لا تضرّ أيّ أحد ولم يفكّر أحد بحال الشعوب،
وقد أوكل أمر هذا الدين إلى النسيان، ولكنَّ هذا الشعب وبإرادة الله تبارك وتعالى
وعنايته الخاصة قد تغيّر أوّلًا من الناحية المعنوية، وقد رجع الشبّان من الحال
السابقة إلى حال إسلامية، وفهموا ماذا يجب على الإسلام أن يفعل، وماذا عليهم أن
يفعلوا، وعلى إثر هذا حصلت الثورة، فلو لم يحصل هذا التحوّل والتغيير لكانت حال
ثورتنا كحال الثورات الأخرى التي ترون حالها ورأيتموه)[1]
وهو
بذلك يفسر التغيير الخارجي الذي حصل لإيران بما فسره به القرآن الكريم، والذي
اعتبر التغيير معلقا بتغيير ما في الأنفس، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا
يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ [الرعد:
11]
وهكذا
نرى الخميني يقول مفسرا سبب نجاح الثورة الإسلامي في إيران في الوقت الذي فشلت فيه
باقي الثورات: (إن الذي حصل هنا، والذي يجب أن نعدّه إحدى المعجزات هو الثورة
الباطنية لهذا الشعب. فالثورة الباطنية لهؤلاء، ومعرفتهم للإسلام، وتوجههم نحو
الله تبارك وتعالى استوجب أن يكون الظرف الذي نعيشه منذ بداية النهضة وتحوّلها
فيما بعد إلى ثورة ثم انتصارها حتى هذه اللحظة حيث ترون حضور الشعب والتزامه يزداد
يوماً بعد يوم، وهذا ما لم يحصل بسبب هذه الثورة بل بسبب الثورة الباطنية،
فالثورات كانت في كثير من الأماكن، لكنَّ الثورة الباطنية التي حصلت في هذا البلد
لم تكن إلّا بعناية الله تبارك وتعالى) [2]
وهو
كعادته في الحديث عن إنجازات الثورة وانتصاراتها، ينسب كل شيء لله تعالى، ليعلم
شعبه التواضع والعبودية والروحانية المتسامية؛ فيقول: (إننا لا نملك شيئاً من
عندنا،