وكل
الذي كان هو عناياته التي استوجبت ظهور هذه الثورةالباطنية التي حوّلت الشعب كله
من الحال السابقة التي نعرفها كلنا إلى الحال المتغيرة التي ترونها الآن مما أدى
إلى انتصار الثورة)
وهو
يعطي القاعدة العامة لهذا لكل الشعوب التي تريد أن تتحرر تحررا حقيقيا، فيقول: (يجب
علينا أن نبحث عن النصر في الثورة الباطنية للناس، وما لم يتحقق هذا الأمر فإنَّ
الثورات لا تتعدى نقل السلطة من نظام إلى نظام آخر ويبقى وضع الشعب على حاله
السابق) [1]
وللمشككين
في نجاح الثورة، أو الذين يربطون نجاحها برخاء أو رفاه مزيف يذكر لهم أن النجاح
الحقيقي هو في تلك القيم الأخلاقية التي أصبحت سائدة في المجتمع الإيراني، والتي
لا يعوضها أي كسب مادي مهما كانت ضخامته، يقول: (على هؤلاء السادةالذين جاءوا من
الخارج ـ وأشكرهم على ذلك ـ أن يلاحظوا أنهم في أيّ مكان من العالم يجدون هذا
الاجتماع حيث يجلس فلّاحه إلى جنب رئيس جمهوريته، ورئيس وزرائه إلى جنب عامله
ومسؤولون بعضهم جنب بعض بشكل يجعل الداخل إليه لا يدري من هو رئيس الجمهورية؟ ولا
من رئيس الوزراء؟ ولا من الفلّاح؟ أين تجدون مثل هذا؟ إن هذا التحوّل هو الذي أوجب
ظهور هذا الإعجاز، أين تجدون رئيس الجمهورية يجلس جنباً إلى جنب مع الفلّاح؟ فأنتم
أينما تنظرون تجدون رؤساء الجمهوريات في وضع لا ارتباط لهم بالناس، ولا يحسبون
الناس جزءاً من الكائنات، إنهم لا يرون إلّا أنفسهم)[2]
هذا
بعض ما ذكره الخميني في بيان أهمية التغيير الداخلي في الحكومة الإسلامية، والتي
لا تهتم فقط بإصلاح الاقتصاد وتنمية البلاد وتطويرها، وإنما تهتم مع ذلك وقبله