من
ضعفٍ داخليٍّ، فقد أزلّهم الشيطان بمساعدة الأعمال الّتي كانوا قد ارتكبوها من
قبل، أي إنّ ذنوبهم السابقة قد تظهر آثارها في الجبهة، في الجبهة العسكريّة أو
السياسيّة أو عند مواجهة العدوّ أو عند ممارسة البناء أو في ممارسة التعليم
والتربية، وحيث تجب الاستقامة، وحيث يجب الفهم والإدراك الدقيق، وحيث يجب أنْ يكون
الإنسان كالفولاذ يقطع ويتقدّم ولا تقف الموانع بوجهه. طبعاً تلك هي الذنوب الّتي
لم تمحها التوبة النصوح والاستغفار الحقيقيّ) [1]
ولهذا
يخاطب المسؤولين كل حين من موقع مسؤوليته كولي عليهم بالدرجة الأولى؛ يحذرهم من أن
تحيق بهم أمثال تلك الهزائم بسبب تقصيرهم في تحقيق التقوى؛ فيقول: (أينما كنتم، ومهما
كان عملكم، وأيّة مسؤولية تحمّلتم، وأيّ شأن من الشؤون الاجتماعيّة كان لكم، يجب
أنْ تنصبَّ همّتكم في الدرجة الأولى على نيل رضا الله وأداء التكليف الإلهيّ، وذلك
هو التّقوى، فالتّقوى هي أنْ تُقدموا على أداء التكليف وتحترزوا من الانحراف
والضياع. إذا وجد فيكم هذا الحسّ، وبذلتم الهمّة والسعي، وخطوتم أوّل خطوة،
فسيُعينكم الله تعالى في الخطوة التالية)[2]
ويخبرهم
عن التقوى وأنها الكفيلة بكل انتصار ونجاح يحققونه، فيقول: (كلّما علت مناصبنا
احتجنا إلى التّقوى أكثر. والتّقوى هي الّتي تنصر الإنسان في ساحة الجهاد أيضاً.
والتّقوى هي الّتي نصرتكم في ساحة المواجهة مع الاستكبار وخلال سنوات الثورة حتّى
انتصرتم في مثل هذه الأيّام من عام 1979 م. لقد انتصرتم بتقوى ذلك القائد الّذي لا
يهتمّ أبداً إلّا بالأوامر الإلهيّة والتكليف الشرعيّ، وبتقوى كلّ واحد منكم يا
أبناء الشعب الّذين