بعض
الأحيان، إذ يقولون إنّ جهاز التربية والتعليم هو قطاع يستهلك ويكلّف ـ كلّا، إنّه
جهاز كلّما خصّصتم ميزانيّات، وأنفقتم عليه أكثر فستربحون أضعافًا مضاعفة. إنّه
قطاع سيتخرّج منه صنّاع الثروة في المستقبل، وصنّاع العلم في المستقبل، وصنّاع
الحضارة في المستقبل، ومدراء المستقبل. ليس من الصحيح أن نتصوّر أنّ التربية
والتعليم تحمّلنا نفقات ومصاريف فقط. كلّا، فلا يوجد أرباح ومكاسب أكبر من مكاسب
التربية والتعليم. كلّ ما تشاهدونه في كلّ أرجاء البلاد من مؤشّرات ومظاهر التقدّم
والإنتاج والإبداع، فإنّ جذوره هنا، أصلحوا هذا القطاع فيصلح عندها كلّ شيء)[1]
وإلى
جانب الاهتمام بدعم هذه المؤسسات لتؤدي دورها، نرى الخامنئي يدعوها إلى الالتزام
بوظيفها وعدم الخروج عنها، لبناء الأجيال الصالحة البعيدة عن كل الشوائب التي قد
تنحرف بها، يقول: (على المدراء الذين نختارهم أن ينصبّ اهتمامهم على القضيّة
الأصليّة في التربية والتعليم. إنّ النزعات والتوجّهات السياسيّة والحزبيّة
والفئويّة وما إلى ذلك هي سمّ مهلك للتربية والتعليم. لقد شاهدنا، في فترة من
الفترات طوال هذه الأعوام المتمادية مدى الضرر والخسارة التي لحقت بالتربية
والتعليم. راقبوا واحذروا! فليكن التعامل مع مختلف مسائل قطاع التربية والتعليم
بحيث تكون القضيّة الأهمّ بالنسبة لمدير أي قسم أو دائرة في هذا الجهاز العظيم
الواسع قضيّة [التربية والتعليم]، أن تكون قضيّة [تربية الإنسان]، وتربية الطاقات
الثوريّة)[2]
وهو
يذكر لهم أن الهدف النهائي الذي تسعى كل المؤسسات الإيرانية إلى تشكيله، وتستعمل
كل الوسائل في ذلك هو تحقيق المجتمع المسلم بجميع القيم التي يحملها، يقول: (إنّنا
حينما نشدّد على الطاقات والكوادر الثوريّة والمتديّنة، فلأنّ أمامنا دربًا
طويلًا،