وهذا
يدلّ على أهمية أن نولي كأمة حيّة وكجماعة لها كلمتها في العالم وهدفها قضية
الفنون التمثيلية الاهتمام الكافي لها ونبذل لأجلها الرساميل المادية والمعنوية)[1]
وهو
يحذر من تلك الممارسات التي تقع في الغرب بحجة السينما الواقعية، أو تصوير الواقع،
ويعتبرها نوعا من الدعوة للفساد، يقول: (أجل إن إظهار حركة الشر لا إشكال فيه،
ولكن فليُعلم بوجود حركة خير، وأن شخصية البطل تسعى إليها، وتحارب من أجلها، وتضحي
في سبيلها، حتى أنه أحياناً يضحي بنفسه من أجلها ومن أجل الوصول إلى ذلك الهدف.
وصحيحٌ أنكم هنا أظهرتم العيب والقبح، ولكنكم أظهرتم شيئاً أكبر وهو الجهاد من أجل
مواجهة هذا المنكر، هذا ما يُسمّى انتقاداً. وإنني كعالم دين، وكمسؤول في نظام
الجمهورية الإسلامية، أقول لكم إن مثل هذا الانتقاد لا إشكال فيه بل هو مطلوب لأن
هذا الانتقاد يتقدّم بالمجتمع على طريق القضاء على النقائص، ويمده بالحركة، وهو
أمرٌ جيد. ولكن في بعض الأحيان لا يكون الأمر كذلك، وإنما اعتراض مجرد الاعتراض، حيث
ينتزع المرء نقطة سلبية ويصر عليها. فهل أن النقاط السلبية ونقاط الضعف تزول من
المجتمع؟ هل يمكن أن تُقتلع بشكل كامل؟ وهناك أمرٌ آخر، أن يكون معترضاً وسوداوياً
وباعثاً على اليأس لا يعد هدفاً للفنان أو هدفاً، وهو لا يُعد امتيازاً أو فخراً،
ففي بعض الأحيان أنتم تُظهرون منكراً دون أن تُظهروا عامل الخير الذي من المفترض
أن يتغلب على ذلك المنكر أو يواجهه، وبهذا تنشرون اليأس في المجتمع وتغذونه، ومن
يشاهد فيلمكم من جانب آخر يقول: ما هي الفائدة؟ رغم الأثر الكبير الذي يكون للفيلم
ورغم جودة التمثيل) [2]
ويلخص
لهم هذا المعنى بقوله: (أنا أقول لكم انتقدوا ولكن فليكن انتقادكم بالمعنى الواقعي
للكلمة، أي أن تُظهروا صراع الخير والشر لكي يُعلم أنه مع وجود نقطة قبيحة