نام کتاب : سورية والحرب الكونية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 121
والعجيب أن هذا الصحفي الذي كان يصرح كل حين بضرورة
التخلص من الرئيس السوري والليبي والمصري.. وكل رئيس لا يرضى عنه أمير قطر، أو
أمراء الخليج، هو نفسه كتب في تغريدة يقول: (طاعةً لله وولاة الأمر حفظهم الله،
وانحيازاً للوطن والتزاماً بسياساته وقوانينه، أستقيل من قناة الجزيرة، متمنيا
التوفيق لكل أهلي وزملائي هناك)
لا تستغربوا من
هذه التغريدة، فهذا هو نفسه الذي كان يدعو كل الشعوب لتتمرد على حكامها.. وتثير
الفوضى في سبيل ذلك حتى تنال حريته..
لكنه لم يكن
يقصد بلده، ولا بلاد الخليج تلك البلاد التي لا يصح أن يطالب أحد فيها بالحرية،
لأن قدر أهلها أن يستعبدوا طاعة لله ورسوله وأولياء الأمور.
هذا مجرد مثال
عن قذارة من قذارات تلك الجزيرة التي كنتم ولا زلتم تعبدونها وتتفرجون عليها كل
مسرحيات الكذب والخداع على سورية وعلى ليبيا وعلى كل البلاد المستضعفة.. فهل
يمكنكم أن تثقوا في أحد آخر بعد هذا؟
للأسف مرت
تغريدته واستقالته وعودته إلى حضن ملكه وأمرائه، وكأنه لم يفعل شيئا.. لأن شعوبنا
تعودت أن تنسى كل الجرائم التي ارتكبت في حقها، بل تستضيف مجرمين جددا، لتعاود
الكرة معهم، فالقابلية للإجرام أصبحت طبعا، لا يمكن الفكاك منه، ولا تهنأ الحياة
إلا به.
وإذا طلبت من
أحدهم أن يذهب إلى قنوات أخرى، ليكتشف الحقيقة، يقول لك بلسان طويل: تلك قنوات
موالية للنظام، أو للأنظمة، وكأن قناة الجزيرة، وتلك القنوات التي تصدر لها
الأوامر من البيت الأبيض والقواعد الأمريكية قنوات معصومة، وكل من فيها أنبياء
مرسلون، أو أولياء محفوظون، أو أئمة مطهرون.. وكأنهم يستقون معلوماتهم من اللوح
المحفوظ لا من شهود العيان وشهود الزور.
طبعا لم يكن علي
الظفيري وحده من فعل ذلك.. بل كل من كان يعمل في تلك
نام کتاب : سورية والحرب الكونية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 121