responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سورية والحرب الكونية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 147

كان أول ما فعلوه بعد قتلهم للقذافي هو تدميرهم لأكبر ضريح موجود في ليبيا ضرح الشيخ الصوفي الكبير [مكين الدين الأسمر]، وقد اعتبروا ذلك إنجازا كبيرا، وكأنهم حطوا الصنم الأكبر الذي كان يعبد من دون الله.

أما الإسلام السوري والشامي عموما، فهو ـ مثل سائر بلاد الإسلام ـ يتبنى رؤية أخرى مفارقة تماما، فهو يؤمن بتقليد المذاهب، ويرى أن عامة الناس أقل من أن يجتهدوا بأنفسهم في التعرف على الأحكام الشرعية، لذلك رأوا المصلحة ـ خاصة في أحكام العبادات ـ في تبني أحد المذاهب الفقهية، والعمل بها.. بالإضافة إلى الممارسات الصوفية، ولهذا قلما نجد شيخا من مشايخ العلم في سورية إلا وله ارتباط ببعض مشايخ التصوف.

وهذا ما طبعهم بسماحة وروحانية كبيرة؛ فالعلم الشرعي وحده لا يكفي لتهذيب النفس، وترقية الروح، ما لم تصحبه الأوراد والرياضات الروحية وصحبة المشايخ التي تفيد في تهذيب السلوك.. ولهذا نجد الاختلاف الكبير بين هدوء ولطف وسماحة مشايخ الشام، مقارنة بتلك الغلظة والشدة في مشايخ نجد.

ولهذا أيضا لا نجد التكفير في الإسلام السوري؛ فهو إسلام ينطلق من التسامح الديني، ويترقى ليمارس دور الداعية الهادئ، لا القاضي المنفعل.

وكمثال على ذلك ما كتبه الشيخ جمال الدين القاسمي (ت 1332 هـ)، وهو من علماء دمشق الكبار؛ فهو مع كونه من علماء الحديث والتفسير، والذين يميل إليهم التيار السلفي إليهم عادة، لكنه مختلف عنهم اختلافا جذريا، فقد كان من دعاة الترفع على الأحقاد، والتعامل مع البشر بإنسانية، لا بما يقتضيه ولاؤهم وبراؤهم، فمن مقولاته في ذلك: (من المعروف في سنن الاجتماع أن كل طائفة قوي شأنها، وكثر سوادها، لا بد أن يوجد فيها الأصيل والدخيل، والمعتدل والمتطرف، والغالي والمتسامح، وقد وجد بالاستقراء أن صوت الغالي أقوى صدى، وأعظم استجابة، لأن التوسط منـزلة الاعتدال، ومن يحرص عليه

نام کتاب : سورية والحرب الكونية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 147
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست