responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سورية والحرب الكونية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 247

كثرة علمائه وباحثيه وطلبته مدان، بسبب بسيط، وهو أن شيخه جلس مع من أخرجهم من الحكم، والمفتي الذي ينتسب إليه، أفتى بمواجهتهم، وضرب المتمردين منهم بالمليان.. ولو أنه سار على خطهم، وتحدث بمقولاتهم، ورفع صور زعمائهم لتحول بين عشية وضحاها إلى ولي من أولياء الله، وسادن من سدنة المعبد.

وهكذا هو موقفهم من الطرق الصوفية الكثيرة، والتي تنتشر في كل المجتمعات الإسلامية، وهي من الكثرة بحيث لا تساوي معها الجماعات الإسلامية شيئا.. لكن هؤلاء الإسلاميين ينظرون إليها بتقزز؛ فلا يتقربون منها، ولا يحاورونها، ولا يعتبرونها أخا في الدين، ولا شريكا في الوطن.. بل يستعلون عليها، ويسخرون منها، ويتصورون أنها دائما على الباطل المجرد، كما أنهم على الحق المجرد، بل يتصورون أنها مؤامرة من الحكام عليهم لإسقاطهم، وإسقاط مشروعيتهم ومشاريعهم.

ونفس الموقف يقفونه مع عوام الناس، أو خاصتهم الذين لم يقتنعوا بممارساتهم، فلم ينظموا إلى تنظيماتهم، ولم يتربوا في أسرهم، ولم يتعلموا من مراجعهم، ولم يبايعوا قادتهم.. فإن هؤلاء عندهم مبتدعة منحرفون لا يفهمون الإسلام، فالفهم الصحيح للإسلام بحسب ما يتصورون مرتبط بمن جلس إليهم، وشهدوا له بذلك.

ولذلك نرى قامات كبيرة في العلم والدين محتقرة لديهم، ولا يستفيدون منها، بل لا يعرف أكثرهم أسماءها لسبب بسيط وهو أنها لم تقر لهم بتلك الشرعية المقدسة، بل اعتبرتهم مجرد جماعة من المسلمين، لا جماعة المسلمين.

وهكذا الأمر مع طوائف المسلمين من الشيعة والإباضية وغيرهما، حيث لا نجد لهم عند هذه الجماعات إلا التبديع والتضليل والتكفير والاحتقار واعتبارهم دخلاء على الإسلام، لسبب بسيط أيضا، وهو أنهم هم وحدهم الأصلاء، وغيرهم ماركات مزورة لا قيمة لها.

نام کتاب : سورية والحرب الكونية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 247
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست