responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سورية والحرب الكونية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 250

ونفس الأمر نجده عند الطوائف السلفية بمختلف أشكالها، فكلها تدعي الحقيقة المطلقة، وكلها تنظر إلى المخالفين لها باعتبار مخالفين لله نفسه، ولهذا نجدهم في نصائحهم للمخالفين يذكرونهم بالموت، وبمسألة الله لهم، متناسين أنهم أيضا سيموتون ويحاسبون ويسألون.. لكنهم ولفرط أنانيتهم يشعرون أنهم في القيامة سيكون أساتذة يَمتحنون، لا طلابا يُمتحنون.

وقد عبر عن هذا المعنى شعارهم الذي استفادوه من شيخهم الأكبر ابن بطة (المتوفى: 387هـ)، والذي قال: (من لم يكن معنا فهو علينا)[1]

ولهذا فإن هذا الاتجاه وضع منظومة محددة اعتبر كل من خرج عليها مبتدعا ضالا أو كافرا مرتدا، أو كما عبر عن ذلك أبو محمد الحسن البربهاري (المتوفى: 329هـ)، وهو من كبار المؤسسين لهذا الاتجاه، حيث ألف رسالة في (شرح السنة)، قال في خاتمتها: (فمن أقر بما في هذا الكتاب وآمن به واتخذه إماما، ولم يشك في حرف منه، ولم يجحد حرفا واحدا، فهو صاحب سنة وجماعة، كامل، قد كملت فيه السنة، ومن جحد حرفا مما في هذا الكتاب، أو شك في حرف منه أو شك فيه أو وقف فهو صاحب هوى. ومن جحد أو شك في حرف من القرآن، أو في شيء جاء عن رسول الله a، لقي الله تعالى مكذبا، فاتق الله واحذر وتعاهد إيمانك)[2]

وقال في موضع آخر من الكتاب: (وجميع ما وصفت لك في هذا الكتاب، فهو عن الله، وعن رسول الله a، وعن أصحابه وعن التابعين، والقرن الثالث إلى القرن الرابع، فاتق الله يا عبد الله، وعليك بالتصديق والتسليم والتفويض والرضى لما في هذا الكتاب، ولا


[1] الإبانة الكبرى، ج2، ص 474.

[2] شرح السنة، ص: 132.

نام کتاب : سورية والحرب الكونية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 250
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست