بل إنه راح يطبق
عليها الآيات الواردة في الإمامة والتمكين، فقال: (إن الجماعة بعد سيرها الطويل
وتحملها الكثير أصبحت تاريخيا هي وحدها صاحبة الحق في الإمامة، ولا نزكي على الله
أحداً، قال الله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا
لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: 24])[2]
وبناء على ذلك
كله راح يحرم الخروج عليها، أو عدم الانتساب إليها، فقال: (وإذا كانت هذه الجماعة
هذه شأنها فلا يجوز الخروج عليها، قال a: (من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام
من عنقه)[3][4]
وبناء على هذا
لا نتعجب من القرضاوي حين يتحدث، وكأنه نبي من الأنبياء، بل كأنه خاتم الأنبياء،
وقد سمعناه جميعا كيف يستغل
موسم الحج في أكتوبر 2012 ليطلب في خطبة له من المسلمين ـ الذين يشعر أنهم أتباعه
ـ الدعاء على إيران باعتبارها من أعداء الأمَة، ولحيلولتها دون التدخل العسكري
الخارجي في سورية، أو التدخل التكفير الإرهابي فيها.
ولا نعجب كذلك
من موقفهم من جميع المؤسسات المصرية ابتداء من نظامها إلى جيشها إلى أزهرها إلى
شركاتها.. فكلها عندهم بلطجية وفلول، لسبب بسيط، وهو أنها لم تساندهم في مواقفهم..
فهم يعتبرون أنفسهم المعيار الذي توزن بها الحقائق والمواقف، ومنه يحدد الإيمان
والكفر.
[1] جولات في الفقهين الكبير والأكبر،
سعيد حوى، دار السلام، القاهرة، ص79.