ولهذا
نرى احتجاج أئمة أهل البيت بهذه
الآية الكريمة على الذين سلبوهم ما أعطاهم الله من مرجعية وإمامة الأمة، ومن
الأمثلة على ذلك أن الإمام الحسن قال في
بعض خطبه في مواجهة التحريف الأموي: (وأنا من أهل البيت الذين افترض الله مودّتهم
على كل مسلم، فقال تبارك وتعالى: ﴿ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا
إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ
فِيهَا حُسْنًا إِنَّ الله غَفُورٌ شَكُورٌ ﴾ [الشورى: 23]، فاقتراف الحسنة
مودّتنا أهل البيت)[2]
بل
نرى نصوصا كثيرة من أئمة أهل السنة تؤيد ذلك، وتعتبره، وتحتج به على فضل أهل البيت
ومكانتهم، ومنها ذانك البيتان المرويان عن الشافعي وقوله [3]:
يا
أهل بيتِ رسولِ الله حبّكمُ
***
***
فرضٌ
من الله في القرآن أنزلهُ
كفاكُمُ
من عظيمِ القدرِ أنّكُمُ
***
***
مَن
لم يصلِّ عليكُمْ لا صلاة له
ومن المتفق عليه كذلك أنه من الذين تشملهم آية المبأهلة، وهي قوله
تعالى: ﴿فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ
مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا
وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ
نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ الله عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴾ [آل عمران: 61]
فقد
اتّفق المفسّرون أنّها نزلت في أهل البيت بمن فيهم الإمام
الحسين بسبب الروايات الواردة في ذلك، والتي تعتبر
(أَبْنَاءَنَا) إشارة إلى الحسَنَين (عليهما السّلام)، (وَنِسَاءَنَا) إشارة إلى
فاطمة (عليها السّلام)، (وَأَنْفُسَنَا) إشارة إلى علي [4].
[1] رواه الطبراني 11/ 444 (12259)،
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 7/ 103: (رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد فيهم
قزعة بن سويد وثقه ابن معين وغيره وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات)
[3] الصواعق المحرقة في الرد على
أهل البدع والزندقة، ابن حجر الزندقة، ابن حجر الميثمي، إعداد عبد الوهاب عبد
اللطيف، مكتبة القاهرة، الطبعة الثانية، 1385 ه، القاهرة، 88.
[4] وقد ذكر ذلك كل المفسرين
والمحدثين، وهو محل اتفاق بينهم، ومن الأمثلة على ذلك: تفسير الرازي 2 / 699، تفسير
البيضاوي / 76)، تفسير الكشاف 1 / 49، تفسير روح البيان 1 / 457، تفسير الجلالين 1
/ 35، صحيح الترمذي 2 / 166، سنن البيهقي 7 / 63، صحيح مسلم ـ كتاب فضائل الصحابة،
مسند أحمد بن حنبل 1 / 185، مصابيح السنّة للبغوي 2 / 201، سير أعلام النبلاء 3 /
193.
نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 116