نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 124
وكان يضرب لهم المثل العملي عن
نفسه؛ فقد كان من التالين للقرآن الكريم حق التلاوة، وقد روي أنه في ليلة العاشر
من المحرّم قال لأخيه العبّاس بن عليّ عليهما السلام بعد أن أتاه بما عرض عليه عمر
بن سعد: (ارجع إليهم؛ فإن استطعت أن تؤخّرهم إلى غدوة وتدفعهم عند العشيّة، لعلّنا
نصلّي لربّنا الليلة، وندعوه ونستغفره، فهو يعلم أنّي قد كنت أحبّ الصلاة له،
وتلاوة كتابه، وكثرة الدعاء والاستغفار)[1]
وقد روى المؤرخون كثرة
استشهاداته بالقرآن الكريم، وأنه في كل حركاته كان يستشهد به، ويتمثله[2]،
ومن الأمثلة على ذلك إجابته لمروان بن الحكم عندما طلب منه أن يبايع يزيدا، ولما
كشف له الإمام عن معايب يزيد، غضب مروان من كلام الحسين، ثمّ قال: (والله لا
تفارقني حتّى تبايع ليزيد صاغراً، فإنّكم آل أبي تراب قد ملئتم شحناء، وأشربتم بغض
آل بني سفيان، وحقيق عليهم أن يبغضوكم)، فقال الحسين: (إليك عنّي فإنّك رجس، وإنّي
من أهل بيت الطهارة، وقد أنزل الله فينا ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ
عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ [الأحزاب:
33]، فنكس مروان رأسه ولم ينطق)[3]
ومنها ما روي أنّه أقبل رجل من
عسكر عمر بن سعد، يقال له محمد بن الأشعث بن قيس الكنديّ، فقال: يا حسين بن فاطمة،
أيّ حرمة لك من رسول الله ليست لغيرك؟ فتَلا الحسين هذه الآية: ﴿إِنَّ الله
اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33)
ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَالله سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [آل عمران: 33،
34]، ثمّ قال: (والله إنّ محمداً لمن آل إبراهيم ، وإنّ العترة الهادية لمن آل
محمد (صلیاللهعلیهوآلهوسلم))[4]