ووصف آخر الإمام الكاظم ، فقال:
(ما رأيت أحدا أشد خوفا من الله على نفسه من موسى بن جعفر ، ولا أرجى للناس منه،
وكانت قراءته للقرآن حزنا، فإذا قرأ فكأنه يخاطب إنسانا)[2]
ووصف آخر الإمام
الرضا ، فقال: (ما رأيت الرضا سئل عن شيء إلا علمه، ولا
رأيت أعلم منه بما كان في الزمان إلى وقته وعصره، وكان المأمون يمتحنه بالسؤال عن
كل شيء فيجيب عنه، وكان جوابه كله وتمثله انتزاعات من القرآن المجيد، وكان يختمه
في كل ثلاث، وكان يقول: (لو أني أردت أن أختمه في أقرب من ثلاث لختمت، ولكنني ما
مررت بآية قط إلا فكرت فيها، وفي أي شيء انزلت وفي أي وقت، فلذلك صرت أختمه في كل
ثلاث)[3]
هذه بعض النماذج المصدقة لما
ورد في حديث رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) من عدم افتراق العترة عن القرآن الكريم،
وكيف تفترق عنه، وهي الممثلة له، والمحافظة عليه، والداعية له، والمجاهدة في
سبيله.
3 ـ الإمام الحسين والدعاء
الرسالي:
من أهم الوسائل التي استعملها
الإمام الحسين ـ كما استعملها جميع أئمة أهل البيت ـ لأداء دورهم الرسالي في حفظ
الدين وقيمه، ومواجهة التحريفات الطارئة عليه ما يمكن تسميته [الدعاء الرسالي]،
وهو ذلك الدعاء الذي يحمل كل القيم الإيمانية والروحية والتربوية والسياسية
وغيرها.
[1] تهذيب التهذيب، ابن حجر
العسقلاني، دار الفكر، بيروت، الطبعة الأولى، 1404 ه، 2/104.