نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 143
190 - 194]
وهكذا نلاحظ في دعائه
للاستسقاء، والذي يمتزج فيه طلب الغيث المادي بطلب الغيث الروحي؛ فقد قال في
الدعاء: (اللهمّ اسقنا سقياً واسعة وادعة، عامة نافعة غير ضارّة، تعمّ بها حاضرنا
وبادينا، وتزيد بها في رزقنا وشكرنا. اللهمّ اجعله رزق إيمان، وعطاء إيمان؛ إنّ
عطاءك لم يكن محظوراً. اللهمّ أنزل علينا في أرضنا سكنها، وأنبت فيها زيتها
ومرعاها)[1]
ومثل ذلك قوله في دعاء عرفة:
(أعنّي على بوائق الدهر، وصروف الأيام واللّيالي، ونجّني من أهوال الدنيا وكربات
الآخرة واكفني شرّ ما يعمل الظالمون في الأرض، اللهمّ ما أخاف فاكفني، وما أحذر
فقني، وفي نفسي وديني فاحرسني، وفي سفري فاحفظني، وفي أهلي ومالي وولدي فاخلفني،
وفيما رزقتني فبارك لي، وفي نفسي فذلّلني، وفي أعين الناس فعظّمني، ومن شرّ الجنّ
والإنس فسلّمني، وبذنوبي فلا تفضحني، وبسريرتي فلا تخزني، وبعملي فلا تبتلني،
ونعمك فلا تسلبني وإلى غيرك فلا تكلني)[2]
بالإضافة إلى هذا، فإن الملاحظة
التي يكتشفها أي قارئ لما وصلنا من أدعية الإمام الحسين ارتباطها بحركته الرسالية،
وشكواه من قومه، ودعوته الله أن يحكم بينهم، مثلما رأينا بعض النماذج عن ذلك سابقا.
ومن النواحي التربوية المهمة
التي نكتشفها في هذا النوع من المطالب تنمية الشعور بخدمة الدين والاهتمام جميع
قضاياه، ومواجهة المستكبرين الظالمين المستبدين الذين راحوا يستعملون كل الوسائل
لتحريفه، وتحويله من دين إلهي مقدس إلى دين بشري مدنس.
[1] عيون الأخبار، ابن قتيبة
الدينوري، دار الكتاب العربي، بيروت، 2/ 278.