نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 147
جرأتهم على الله وعلى انتهاك
حرم رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم))[1]
ومنها دعاؤه عليهم بعد شهادة
القاسم بن الحسن، فقد ورى المؤرخون أنه لمّا خرج القاسم إلي المعركة، فقاتل حتي
قُتل، جاءه الحسين كالصقر المنقض فقال: (بُعدا لقوم قتلوك، ومن خصمهم يوم القيامة
فيك جدّك)[2]
وجاء في رواية أخرى أنّ الامام
الحسين قال: (اللهمّ أنت تعلم أنّهم دعونا لينصرونا، فخذلونا وأعانوا علينا،
اللهمّ احبس عنهم قطر السماء، وأحرمهم بركاتك، اللهمّ لاترض عنهم أبدا. اللهمّ
إنّك إن كنت حبست عنّا النصر في الدنيا، فاجعله لنا ذخرا في الآخرة، وانتقتم لنا
من القوم الظالمين)[3]
وفي رواية أخرى: وضع الحسين صدره
على صدره، ثمّ قال: (اللهمّ أحصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تغادر منهم أحدا، ولا
تغفرلهم أبدا؛ صبرا يابني عمومتي، صبرا يا أهل بيتي، لارأيتم هوانا بعد هذا اليوم
أبدا)[4]
ومنها دعاؤه
عليهم بعد شهادة عبدالله بن الحسن، فقد رُوي أنّ عبدالله بن الحسن لمّا ضربه أبجر بن
كعب بالسيف وقطع يده، نادى: يا امّاه! فأخذه الحسين ، فضمّه اليه، ثمّ رفع يده
المعلقة وقال: (اللهمّ إن متّعتهم إلي حين، ففرّقهم فِرقا، واجعلهم طرائق قِدادا،
ولا تُرض الولاة عنهم أبدا، فانّهم دعونا لينصرونا، ثمّ عدوا علينا فقتلونا)[5]
الإمام الحسين وقيم الدين
الأصيل، ص:148
ومنها دعاؤه
عليهم بعد شهادة ولده الصغير عبد الله، فقد روي أنّ الحسين جلس أمام الفسطاط فأتي
بانه عبدالله بن الحسين وهو طفل فأجلسه في حجره فرماهُ رجل من بني أسد بسهم فذبحه
فتلّقي الحسين من دمه ملأكفّه وصبّه علي الارض، ثم قال: (ربّ إن تكن حبست عنّا
النصر من السماء عندك فاجعل ذلك لما هو خير وانتقم من هؤلاء الظالمين)[6]
ومنها دعاؤه
عليهم بعد شهادة عبدالله بن مسلم بن عقيل لمّا برز عبدالله بن مسلم في ساحة
القتال، لم يزل يقاتل حتّي قتل من الأعداء نيفا وخمسين فارسا، ثمّ قُتل فلّما نظر
الحسين اليه، قال: (اللهمّ اقتل قاتل آل عقيل)[7]
ومنها دعاؤه
على بعض القتلة، فقد رُوي عن ابن عُيينة أنّه قال: أدركت من قتلة الحسين رجلين، أمّا
أحدهما فإنّه طال ذكره حتّي كان يلّفه، وأمّا الآخر فإنّه كان يستقبل الرواية
فيشربها إلي آخرها ولايروي، وذلك أنّه نظر إلي الحسين وقد أهوي إلي فيه بماء وهو
يشرب، فرماه بسهم، فقال الحسين : (لا أرواك الله من الماء في دنياك ولا آخرتك)،
فعطش الرجل حتّى ألقي نفسه في الفرات، وشرب حتّى مات[8].
ومنها دعاؤه
عليهم بعد أن كثرت عليه العساكر؛ فقد رُوي أنّه لما كثرت العساكر علي الحسين أيقن
أنّه لا محيص له، فقال: (اللهمّ احكم بيننا وبين قوم دعونا لينصرونا، ثمّ هم
يقتلوننا)[9]
[1] ينابيع المودّة، سليمان بن
إبراهيم القندوزيّ، النجف الأشرف، المكتبة الحيدريّة، 1411هـ، ج 2، ص 171.
[2] الارشاد، ص 239؛ مقاتل
الطالبين، ص 88؛ اعيان الشيعة، ج1، ص 086؛ بحارالانوار، ج 54، ص 35؛ تاريخ الامم
والملوك، ج 6، ص 377؛ الكامل في التاريخ، ج4، ص 75؛ اعلام الوري، ص 342.