نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 154
عاصره وغيرهم، وأولهم أهل بيته،
ومنها دعاؤه لولده علي بن الحسين، عندما قال له: يا أبت إذن لانبالي أن
نموت محقيّن فقال له الحسين : (جزاك الله من والد خير ماجزي ولدا عن والده)[1]
ومنها دعاؤه لأخيه العبّاس
بن علي لمّا وقع العبّاس على الأرض وهو يقول يا أبا عبدالله، عليك منّي
السلام، قال الإمام: واعبّاساه! وامهجة قلباه! وحمل عليهم وكشفهم عنه، وحمله علي
جواده فأدخله الخيمة، وبكي بكاء شديدا وقال: (جزاك الله عنّي خيرالجزاء، فلقد
جاهدت حق الجهاد)[2]
وهكذا دعا لكل من حضر
معه، ومنهم أم وهب، فقد روي أنّ أم وهب زوجة عبد الله
بن عمير الكلبي بعد ماخرج زوجها إلي ساحة المعركة، أخذت عمودا، ثمّ أقبلت نحوه وهي
تقول له: فداك أبي وأمّي! قاتل دون الطيّبين ذريّة محمد (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، فأقبل عبدالله إليها يردّها نحو النساء، فأخذت تجاذب ثوبه، ثم
قالت: إنّي لن أدعك دون أن أموت معك، فناداها الحسين: (جُزيتم من أهل البيت خيرا،
ارجعي رحمك الله إلى النساء فاجلسي معهن، فإنّه ليس على النساء قتال)، فانصرفت
اليهن[3].
وفي رواية أنه قال لها: (إرجعي
يا أمّ وهب، أنت وابنك مع رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، فإنّ الجهاد مرفوع عن النساء)، فرجعت وهي
تقول: (إلهي لا تقطع رجائي)، فقال لها الحسين : (لا يقطع الله رجاك يا أم وهب)[4]
ومنها دعاؤه للحرّبن
يزيد الرياحي، حيث أنه لمّا لحق بالحسين راكبا، قال:إنّي
[1] تاريخ الأمم والملوك، ج 6، ص 333؛
الكامل في التاريخ، ج 4، ص 51، مقاتل الطالبين، ص 111.