responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 170

ويرجع إليها في ليلة واحدة من لا يقدر أن يبلغ من مكة إلى المدينة إلّا في اثني عشر يوما؟! وذلك حين هاجر منها.. جهلوا والله أمر الله وأمر أوليائه معه، إنّ المراتب الرفيعة لا تنال إلّا بالتسليم لله جلّ ثناؤه، وترك الاقتراح عليه، والرضا بما يدبرهم به، إنّ أولياء الله صبروا على المحن والمكاره صبرا لم يساوهم فيه غيرهم، فجازاهم الله عزّ وجلّ عن ذلك بأن أوجب لهم نجح جميع طلباتهم، لكنّهم مع ذلك لا يريدون منه إلّا ما يريده لهم)[1]

ولذلك امتلأت كربلاء بمواقف التوكل وتفويض الأمر لله، والتي لا زالت إلى الآن نبراسا يشجع الرساليين على القيام بأدوارهم الإصلاحية، اقتداء بأبي الثوار، وسيد الشهداء .

ومن الأمثلة على ذلك ما روي عنه من مواقف قبيل شهادته، وبعد أن رأى بعينه ما رأى من مآس، فقد حدث أبو مخنف قال: بقي الحسين ثلاث ساعات من النهار ملطّخا بدمه رامقا بطرفه إلي السماء وينادني: (ياإلهي، صبرا علي قضائك، ولامعبود سواك، ياغياث المستغيثين)[2]

وفي تلك اللحظات الشديدة، دعا بابنه عبد الله، وهو صغير، فأجلسه في حجره، فرماه حرملة بن كاهل الأسدي بسهم فذبحه، فتلقي الحسين دمه حتّى امتلأت كفّه، ثمّ رمي به إلي السماء، وقال: (إلهي إن كنت حبست عنّا النصر، فاجعله لما هو خيرمنه، وانتقم لنا من الظالمين، واجعل ما حلّ بنا في العاجل ذخيرة لنا في الآجل)، وقد ذكر الإمام الباقر أنه (لم يسقط من ذلك الدم قطرة واحدة إلى الأرض)[3]


[1] ( 2) أمالي الصدوق: 367، بحار الأنوار ج 46/ 20 .

[2] ينابيع المودة، ج 2، ص 417.

[3] بحارالأنوار، ج 54، ص 74-46، وقد رُوي هذا الدعاء بعبارات أخرى منها: (ربّ أن تك حبست عنّا النصر من السماء، فاجعل ذلك لما هو خير، وانتقم لنا من هؤلاء الظالمين)، ومنها: (إلهي تري ماحلّ بنا في العاجل، فاجعل ذلك ذخيرة لنافي الآجل)، ومنها: (اللهمّ إن كنت حبست عنّا النصر، فاجعل ذلك لما هو خيرلنا)

نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 170
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست