فإن
عشتُ لم أندم، وإن متُّ لم أُلَم
***
***
كفى
بك موتاً أن تُذَلّ وتُرغَما
وهذه الأبيات تشير إلى
قيمة المحبة والأنس بالله، ذلك أن كل الأعمال الصالحة دليل على محبة صاحبها لله
تعالى؛ فالاتباع والخضوع والتسليم لله دليل على استقرار محبة الله في قلب صاحبها،
كما قال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ الله
فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَالله غَفُورٌ
رَحِيمٌ﴾ [آل عمران: 31]
وقد
عبر الإمام الصادق عن بعض
مظاهر ذلك، فقال: (وطلبت حبّ الله عزّ وجلّ، فوجدته في بغض أهل المعاصي)[1]،
وما كانت حركة الإمام الحسين إلا
بغضا لأهل المعاصي، وما يقومون به من تشويهات للدين الأصيل.
وفي مقابل ذلك؛ كانت محبة
الصالحين وموالاتهم ونصرتهم من أكبر علامات محبة الله، وفي ذلك يقول الإمام الصادق
مخاطبا حفص بن غياث: (إنّي لأرجو النجاة لمن عرف حقّنا
من هذه الأمّة، إلّا لأحد ثلاثة صاحب سلطان جائر، وصاحب هوى، والفاسق المعلن، ثمّ
تلا: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ الله
فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَالله غَفُورٌ
رَحِيمٌ﴾ [آل عمران: 31]، ثمّ قال: (يا حفص، الحبّ أفضل
من الخوف)، ثمّ قال: (والله ما أحبّ الله من أحبّ الدنيا ووالى غيرنا، ومن عرف
حقّنا وأحبّنا فقد أحبّ الله تبارك وتعالى)[2]
وقال الإمام الباقر : (إذا أردت
أن تعلم أن فيك خيرا فانظر إلى قلبك، فإن كان يحبّ أهل طاعة الله ويبغض أهل معصيته
ففيك خير، والله يحبّك، وإذا كان يبغض أهل طاعة الله