نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 187
ذو الحاجة، ومنهم ذو الحاجتين،
ومنهم ذو الحوائج، فيتشاغل بهم ويشغلهم في ما أصلحهم وأصلح الأمّة، من مسألته
عنهم، وإخبارهم بالذي ينبغي لهم، ويقول: ليبلّغ الشاهد منكم الغائب، ويقول:
أبلغوني حاجة من لا يقدر على إبلاغ حاجته، فإنه من أبلغ سلطانا حاجة من لا يقدر
على إبلاغها، ثبّت الله قدميه يوم القيامة. ولا يذكر عنده إلا ذلك، ولا يقبل من
أحد غيره. يدخلون روّادا- ولا يفترقون إلا عن ذواق- ويخرجون أدلّة فقهاء)
ثم سأله الإمام الحسين عن مخرجه
(صلیاللهعلیهوآلهوسلم) وكيف كان يصنع فيه، فأجابه الإمام
علي بقوله: (كان رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) يخزن لسانه إلا مما يعنيه، ويؤلّفهم ولا يفرّقهم، وكان يكرم كريم
كل قوم ويولّيه عليهم. وكان يحذّر الناس، ويحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد بشره
ولا خلقه، ويتفقد أصحابه، ويسأل الناس عما في الناس، ويحسّن الحسن ويقوّيه، ويقبّح
القبيح ويهوّنه. معتدل الأمر غير مختلف. لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يميلوا. وكان
لكل حال عنده عتاد. وكان لا يقصر عن الحق ولا يجوزه. وكان الذين يلونه من الناس
خيارهم. وكان أفضلهم عنده أعمّهم نصيحة للمسلمين، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم
مواساة ومؤازرة لهم)
ثم سأله عن مجلسه (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، فأجابه بقوله: (كان رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر الله جل اسمه،
ولا يوطن الأماكن وينهى عن إيطانها، وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس
ويأمر بذلك، ويعطي كل جلسائه نصيبه منه، حتى لا يحسب من جالسه أن أحدا أكرم عليه
منه. من جالسه أو قاومه في حاجة صابره، حتى يكون هو المنصرف عنه. من سأله حاجة لم
يرجع إلا بها، أو بميسور من القول. قد وسع الناس منه خلقه وصار لهم أبا، وصاروا
عنده في الحق سواء. مجلسه مجلس حلم وحياء، وصدق وأمانة، لا ترفع فيه الأصوات، ولا
يوهن فيه الحرم، ولا تنثى فلتاته، ترى جلساءه متعادلين، متواصلين فيه بالتقوى،
متواضعين، يوقرون فيه الكبير، ويرحمون فيه الصغير، ويؤثرون ذا
نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 187