نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 191
وقد ذكر الإمام السجاد للذين
تصوروا أن الإمام بحكم مكانته من الله تعالى لن يحتاج إلى البلاء، وأنه في حصوله
له يمكنه أن يتخلص منه بما آتاه الله من ولاية تكوينية؛ فقال: (جهلوا
والله أمر الله وأمر أوليائه معه، إنّ المراتب الرفيعة لا تنال إلّا بالتسليم لله
جلّ ثناؤه، وترك الاقتراح عليه، والرضا بما يدبرهم به، إنّ أولياء الله صبروا على
المحن والمكاره صبرا لم يساوهم فيه غيرهم، فجازاهم الله عزّ وجلّ عن ذلك بأن أوجب
لهم نجح جميع طلباتهم، لكنّهم مع ذلك لا يريدون منه إلّا ما يريده لهم)[1]
ولذلك تعرض الإمام
الحسين ـ بحكم إمامته الدينية التي شهد له بها رسول الله
(صلیاللهعلیهوآلهوسلم) ـ للكثير من أنواع البلاء، ومنذ صغره الباكر
إلى شهادته؛ وقد استطاع اجتيازها جميعا بنجاح، وأعطى بذلك أعظم الأمثلة في الصبر
والرضى، ولذلك كان حقيقا بذلك الوصف الذي وُصف به في زيارة وارث من كونه وارثا
لأولي العزم من الرسل، الذين أمر الله تعالى بالاهتداء بصبرهم؛ فقال مخاطبا رسوله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): ﴿ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ
الرُّسُلِ ﴾ [الأحقاف: 35]
وقد
ورد في الزيارة المعروفة بـ
[الناحية المقدسة][2] الكثير من مظاهر صبره؛ حيث يقول الزائر فيها: (السلام على المرمل بالدماء، السلام على المهتوك
الخباء، السلام على خامس أهل الكساء، السلام على غريب الغرباء، السلام على شهيد
الشهداء، السلام على قتيل الأدعياء، السلام على ساكن كربلا، السلام على من بكته
ملائكة السماء، السلام على
[2] هي إحدى الزيارات المشهورة
للإمام الحسين ، وهي من الزيارات المُطلَقة. وهي منسوبة للنّاحية المقدّسة ـ أي
الإمام المهدي ـ مع خلاف في ذلك، وقد تناول الإمام فيها ما جرى على جده وأصحابه في
كربلاء، وهي تبدأ بالسّلام على أنبياء الله وأولياء دينه الأئمّة الأطهار (علیهم السلام)، ثمّ بالسّلام على الإمام الحسين وأنصاره، ثمّ تعرّج على صفات
الإمام الحسين وسيرته..
نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 191