نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 204
كيف
يلوى على الدنية جيدا
***
***
لسوى
الله ما لواه الخضوع
فأبى
أن يعيش الا عزيزا
***
***
أو
تجلى الكفاح وهو صريع
فتلقى
الجموع فردا ولكن
***
***
كل
عضو في الروع منه
جموع
زوج السيف بالنفوس ولكن
***
***
مهرها
الموت والخضاب النجيع
وسر ذلك هو إيمانه القوي
بالله، وبالمصير الذي يصير إليه، وبحقانية القضية التي يحملها، ويتحمل في سبيلها
كل ألوان الألم والتعب، وقد قال الفخر الرازي ـ معبرا عن
دور الإيمان في الشجاعة: (إن كل من كان أكثر علما بأحوال عالم الغيب كان أقوى قلبا
وأقل ضعفا، ولهذا قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: (والله، ما قلعت باب خيبر
بقوة جسدانية، ولكن بقوة ربانية)، وذلك لأن عليا كرم الله وجهه في ذلك الوقت انقطع
نظره عن عالم الأجساد وأشرقت الملائكة بأنوار عالم الكبرياء، فتقوى روحه وتشبه
بجواهر الأرواح الملكية وتلألأت فيه أضواء عالم القدس والعظمة، فلاجرم حصل له من
القدرة ما قدر بها على ما لم يقدر عليه غيره، وكذلك العبد إذا واضب على الطاعات
بلغ إلى المقام الذي يقول الله: (كنت له سمعا وبصرا)؛ فإذا صار نور جلال الله سمعا
له سمع القريب والبعيد، وإذا صار ذلك النور بصرا له رأى القريب والبعيد، وإذا صار
ذلك النور يدا له قدر على التصرف في الصعب والسهل والبعيد والقريب) [1]
والشجاعة التي مثلها الإمام
الحسين لم تكن قاصرة على المعارك فقط، بل كانت عامة في جميع سلوكياته ومواقفه،
والتي لم تكن لتكون كذلك، لولا شجاعته؛ فقد اتفق علماء السلوك والأخلاق على اعتبار
الشجاعة أساسا من الأسس الكبرى التي تقوم عليها الفضائل الخلقية، وقد قال الطرطوشي
معبرا عن ذلك: (اعلم أن كل كريهة ترفع، أو مكرمة تكتسب