نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 22
العباد إلّا
ليعرفوه؛ فإذا عرفوه عبدوه، فإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة من سواه)[1]
وهكذا عبر سائر الأئمة عن هذا
المعنى؛ فكلهم متفقون على أن الهدف الأكبر من الدين هو التعرف على الله، والتواصل
الروحي معه، وأن كل ما عد ذلك وسائل وأساليب لتحقيق هذا المقصد العظيم؛ فعن الإمام
الصادق أنه قال: (لو يعلم الناس ما في فضل معرفة الله عز وجل ما مدوا أعينهم إلى
ما متع الله به الأعداء من زهرة الحياة الدنيا ونعيمها، وكانت دنياهم أقلَّ عندهم
مما يطوونه بأرجلهم، ولنَعِمُوا بمعرفة الله عز وجل وتلذذوا بها تلذذ من لم يزل في
روضات الجنان مع أولياء الله) [2]
ثم فصل بعض آثار ذلك بقوله: (إن
معرفة الله عز وجل أنْسٌ من كل وحشة، وصاحبٌ من كل وحدة، ونورٌ من كل ظلمة، وقوةُ
من كل ضعف، وشفاءٌ من كل سقم) [3]
وقال قبله الإمام علي : (أولُ
الدين معرفته، وكمالُ معرفته التصديق به، وكمالُ التصديق به توحيدُه، وكمالُ
توحيده الإخلاصُ له، وكمالُ الإخلاص له نفيُ الصفات عنه، لشهادة كلِّ صفة أنها غير
الموصوف، وشهادة كل موصوف أنه غير الصفة)[4]
وهكذا وردت الروايات الكثيرة عن
سائر الأئمة تدعو إلى الاهتمام بالبحث الجاد عن المعرفة الإلهية من سبلها الصحيحة
المعصومة، حتى لا يحيق بهذه الأمة ما حاق بغيرها من الأمم.
ذلك أن من عادة الشيطان ـ كما
يخبر القرآن الكريم ـ أن يبدأ بالسعي في تشويه هذه
[1]
علل الشرائع، الشيخ الصدوق، ط 1386، منشورات المكتبة الحيدرية، النجف الأشرف:
٩ ح ١، كنز الفوائد، الشيخ القاضي أبي الفتح محمد بن علي الكراجكي، المحقق
: عبد الله نعمة، دار الذخائر، 1410 (ص ١٥١ )، بحار الأنوار: (
٥ / ٣١٢ ح ١، و٢٣ / ٨٣ ح
٢٢).