نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 232
وحتى
لا يندس من يريد تشويهه وتحريفه، وقد كان أولى الناس بهذا الدور الإمام
علي وأهل بيته الذين عاشوا في بيت النبوة، ولم
يتركوها لحظة من اللحظات.
لكن
للأسف، وبعد وفاة رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) تجاسر الكثير على هذا الدور، وراحوا يروون
الغث والسمين، والمقبول والمرفوض من غير أن يتحاكموا إلى من هم أولى منهم بذلك،
ولهذا وقع الاختلاط، وكثرت الأقوال في المسألة الواحدة، ودخل فوق ذلك التجسيم
والتشبيه والتحريف في الكثير من المجالات.
ولهذا
لم يكن الإمام الحسين ثائرا
سياسيا فقط، وإنما كان قبل ذلك محدثا وعالما ومفتيا ومرجعا كبيرا، لا يمكن لمن
يريد أن يبحث عن أصول الدين وفروعه ألا يمر عليه، وقد روي أن عبد الله بن الزبير
كان يستفتيه في مسائل الدين، ومن ذلك قوله له: يا أبا عبد الله، ما تقول في فكاك
الأسير، على من هو؟ فأجابه: (على القوم الذين أعانهم أو قاتل معهم)، وسأله ثانيا:
يا أبا عبد الله، متى يجب عطاء الصبي؟ فأجابه: (إذا استهل وجب له عطاؤه ورزقه)، وسأله
ثالثا: عن الشرب قائما، فدعا الإمام بلقحة ـ أي ناقة ـ له فحلبت، فشرب قائما
وناوله[1].
ولهذا
نجد له روايات عن رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) في المصادر المختلفة، ومنها قوله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) : (من حسن إسلام المرء قلة الكلام فيما لا
يعنيه)، وقوله: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)[2]
ومنها
قوله: سمعت رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) يقول:
(ما من مسلم ولا مسلمة يصاب بمصيبة ـ أو قال: تصيبه مصيبة ـ وإن قدم عهدها، فيحدث
لها استرجاعا إلا أحدث الله عنه ذلك،
[1]
الاستيعاب في معرفة الأصحاب، أبو عمر يوسف
بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري القرطبي، المحقق: علي محمد
البجاوي، دار الجيل، بيروت، الطبعة: الأولى، 1412 هـ - 1992 م، 1/398.