نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 238
عبر
سلوكه وأخلاقه وتعلميه العملي للدين، ومن الأمثلة على ذلك تلك القصة المعروفة في
تعليم الوضوء، والتي تعطي أروع الأمثلة في كيفية الدعوة إلى الله، وتعليم شعائر
الدين، فقد روي أن الحسن والحسين عليهما السلام، مرا على شيخ يتوضأ ولا يُحسن،
فأخذا في التنازع يقول كل واحد منهما : أنت لا تحسن الوضوء، فقالا : أيها الشيخ كن
حكما بيننا، يتوضأ كل واحد منا، فتؤضآ، ثم قالا: أيّنا يحسن الوضوء؟ قال : (كلاكما
تحسنان الوضوء، ولكن هذا الشيخ الجأهل هو الذي لم يكن يُحسن وقد تعلّم الآن منكما،
وتاب على يديكما ببركتكما، وشفقتكما على أمة جدكما)[1]
وهكذا
نرى تلاميذه والصادقون في صحبته يتبعون كل حركة من حركاته، ويسجلونها بدقة لتكون
قدوة للأمة جميعا، ومن الأمثلة على ذلك ما سجله بشر وبشير ابنا غالب الأسدي من
حركات الإمام ودعائه يوم عرفة، فقد قالا : (كنّا مع الحسين بن علي عشيّة عرفة،
فخرج من فُسطاطه متذلّلاً خاشعاً، فجعل يمشي هوناً هوناً حتّى وقف هو وجماعة من
أهل بيته وولده ومواليه في ميسرة الجبل مستقبل البيت، ثمّ رفع يديه تلقاء وجهه
كاستطعام المسكين، ثمّ قال..)[2]
وذكرا الدعاء.
وفي
آخر الدعاء، قالا: (ثم رفع رأسه وبصره إلى السماء وعيناه ماطرتان كأنّهما مزادتان،
وقال بصوتٍ عالٍ: (يا أسمع السامعين يا أبصر الناظرين ويا أسرع الحاسبين وياأرحم
الراحمين صل على محمد وآل محمد السادة الميامين، وأسألك اللهم حاجتي التي إن
أعطيتنيها لم يضرني ما منعتني وإن منعتنيها لم ينفعني ما أعطيتني ؛ أسألك فكاك
رقبتي من النار لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك لك الملك ولك الحمد وأنت على كل شي
قدير