نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 239
يارب
يارب )وكان يكرر قوله : (يارب)، وشغل من حضر ممن كان حوله عن الدعاء لانفسهم
وأقبلوا على الاستماع له والتأمين على دعائه ثم علت أصواتهم بالبكاء معه وغربت
الشمس وأفاض الناس معه [1].
ولا
تزال هذه الصورة المعبرة للإمام الحسين يوم
عرفة حية في نفوس المؤمنين يعيشونها، ويتعلمون منها العبودية والأدب والافتقار
والتواضع وكل الأخلاق الكريمة.
ومثل
ذلك ما روي عن الإمام السجاد أنه قال: (جاء أهل الكوفة إلى علي فشكوا إليه إمساك
المطر، وقالوا له: استسق لنا، فقال للحسين : قم واستسق فقام وحمد الله وأثنى عليه
وصلى على النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، وقال: (اللهم معطي الخيرات، ومنزل البركات،
أرسل السماء علينا مدرارا، واسقنا غيثا مغزارا، واسعا، غدقا، مجللا سحا، سفوحا،
فجاجا تنفس به الضعف من عبادك، وتحيي به الميت من بلادك، آمين رب العالمين)، فما
فرغ من دعائه حتى غاث الله تعالى غيثا بغتة، وأقبل أعرابي من بعض نواحي الكوفة
فقال: تركت الأودية والآكام يموج بعضها في بعض)[2]
ومثل
ذلك ما روي عن يحيى بن نعمان، قال: كنت عند الحسين إذ دخل عليه رجل من العرب
متلثما أسمر شديد السمرة، فسلم فرد عليه الحسين فقال: يا ابن رسول الله مسألة،
فقال: هات، قال: كم بين الايمان واليقين ؟ قال: أربع أصابع، قال: كيف؟ قال:
الايمان ما سمعناه واليقين ما رأيناه، وبين السمع والبصر أربع أصابع قال: فكم بين
السماء والأرض قال: دعوة مستجابة، قال: فكم بين المشرق والمغرب ؟ قال: مسيرة يوم
للشمس، قال: فما عز المرء ؟ قال: استغناؤه عن الناس، قال: فما أقبح شئ ؟ قال:
الفسق في الشيخ قبيح،