نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 24
ولهذا كان من الأدوار الكبرى
التي قام بها الأئمة ـ بمن فيهم الإمام الحسين ـ
مواجهة تلك التحريفات لتبقى العقيدة الإسلامية صافية بعيدة عن كل ما يشوهها.
بناء على هذا نحاول
في هذا الفصل التعريف بدور الإمام الحسين في مواجهة التحريف الذي حصل للقيم الإيمانية، والتي صنفها علماء
الكلام إلى قسمين:
1. قيم
التنزيه: وهي تلك القيم التي تحفظ عقيدة
المؤمن من أن يتسرب إليها ما لا تتناسب مع جلال الله وعظمته، كالتشبيه والتجسيم
والتعدد والحدوث والعجز ونحوها، ويطلق على الصفات المرتبطة بها (صفات
سلبية)، أو (جلالية)
2. قيم
الكمال: وهي القيم التي تتضمن صفات الكمال
والجمال لله، والتي يطلق عليها (الصفات الثبوتية الذاتيّة)،
أَو (الصفات الجمالية)، مثل كون الله حيا قادرا سميعا
بصيرا له الأسماء الحسنى.
وقد أشار إلى كلا
القسمين قوله تعالى: ﴿تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي
الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ [الرحمن: 78]، (فصفة الجلال ما جلّت ذاته عن
مشابهة الغير، وصفة الإِكرام ما تكرمت ذاته بها وتجملت)[1]؛
فلذلك يوصف الله بالكمال، وينزّه بالجلال.
وسنحاول ـ من خلال
هذين النوعين من القيم ـ بيان كيف دعا الإمام الحسين إلى هذين الأصلين من أصول القيم، وكيف واجه تلك التحريفات التي حاولت
أن تنحرف بالعقيدة الإسلامية إلى ما انحرفت إليه سائر الأديان السماوية، وسنرى
كذلك مدى صلة ما طرحه بالقرآن الكريم والسنة النبوية، وما ذكره الأئمه قبله وبعده،
لنين من خلال ذلك كله مدى انسجام هذه المصادر المقدسة في تعبيرها القيم الإيمانية
وحقائق العقيدة الإسلامية،
[1] الحكمة
المتعالية في الاسفار العقلية الأربعة، الملا صدرا صدر الدين محمد بن ابراهيم
الشيرازي، دار إحياء التراث العربي، الطبعة: الرابعة 1990م، ج 6، ص 118.
نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 24