responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 244

ومن الأمثلة على ذلك تلك الخطبة الحوارية الشهيرة التي قالها في منى[1]، والتي تشكل أساسا من الأسس الكبرى التي يقوم عليها الولاء لأهل بيت النبوة، واعتبارهم مرجع الدين الأكبر، وسفينة النجاة التي يغرق في الضلالة من لم يركبها، خاصة وأن الإمام الحسين لم يكتف فيها بالوعظ وإقامة الحجة، وإنما دعاهم إلى الدعوة إلى ما دعا إليه وتبليغه.

فقد روي أن الإمام الحسين جمع بني هاشم والصحابة في فترة الحج؛ فاجتمع إليه بمنى أكثر من سبعمائة رجل وهم في سرادقه، عامتهم من التابعين، ونحو من مائتي رجل من أصحاب النبي (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم)، فقام فيهم خطيبا فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: (أما بعد فإنَّ هذا الطاغية قد فعل بنا وبشيعتنا ما قد رأيتم وعلمتم وشهدتم، وإني أريد أن أسألكم عن شيء، فإن صدقتُ فصدقوني وإن كذبتُ فكذبوني، وأسألكم بحق الله عليكم وحق رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) وقرابتي من نبيكم لما سيرتم مقامي هذا، ووصفتم مقالتي ودعوتم أجمعين في أمصاركم من قبائلكم من أمنتم من الناس)

وفي رواية أخرى بعد قوله: (فكذبوني: اسمعوا مقالتي واكتبوا قولي، ثم ارجعوا إلى أمصاركم وقبائلكم فمن أمنتم من الناس، ووثقتم به فادعوهم إلى ما تعلمون من حقنا فإني أتخوف أن يدرس هذا الأمر ويذهب الحق ويغلب، ﴿وَالله مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ [الصف: 8]، وما ترك شيئا مما أنزل الله فيهم من القرآن إلا تلاه وفسره، ولا شيئا مما قاله رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) في أبيه وأخيه وأمه وفي نفسه وأهل بيته إلا رواه، وكل ذلك يقول أصحابه: اللهم نعم، وقد سمعنا وشهدنا، ويقول التابعي: اللهم قد حدثني به من أصدقه وأئتمنه من الصحابة، فقال: أنشدكم الله إلا حدثتم به من تثقون به وبدينه)


[1] كتاب سليم بن قيس الهلالي، سليم بن قيس الهلالي ، تحقيق: محمد باقر الأنصاري الزنجاني الخوئيني، قم - إيران، الناشر: الهادي، ط 1، 1405 هـ، ج 2، ص 788 – 793..

نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 244
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست