نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 250
وفي
حديث آخر عن أم سلمة، قالت: (ثم كان الحسن والحسين رضي الله عنهما يلعبان بين يدي
النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) في بيتي، فنزل جبريل فقال:
يا محمد، إن أمتك تقتل ابنك هذا من بعدك. فأوما بيده إلى الحسين، فبكى رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، وضمه إلى صدره، ثم قال رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): (وديعة عندك هذه التربة)، فشمها رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) وقال: (ويح كرب وبلاء)
قالت: وقال رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): (يا أم سلمة، إذا تحولت هذه التربة دما
فاعلمي أن ابني قد قتل)، قال: فجعلتها أم سلمة في قارورة، ثم جعلت تنظر إليها كل
يوم وتقول: (إن يوما تحولين دما ليوم عظيم)[1]
وغيرها
من الأحاديث الكثيرة التي تدل على أن الإمام الحسين ـ
في تلك المواجهة التي قام بها أمام أعتى سلطة استبدادية ـ لم يكن يتصرف إلا من
خلال العهود التي عهدت إليه، والوظائف التي وكلت له، ليبقى دمه في عنق الأمة
جميعا، تطالب بثأره أمام كل ظالم مستبد، فكل مظلوم يصبح في ذهنها حسينا، وكل ظالم
يصبح في وعيها يزيدا.
وقد
عبر الإمام الحسين عن هدف
تلك المواجهة؛ فقال ـ في وصيته إلى أخيه ابن الحنفيّة ـ: (هذا
ما أوصى به الحُسين بن علي إلى أخيه محمّد بن الحنفيّة، إنّ الحُسين يشهد أنْ لا
إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأنّ محمّداً عبده ورسوله جاء بالحقّ مِنْ عنده،
وأنّ الجنّة حقّ، والنار حقّ، وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها، وأنّ الله يبعث مَنْ
في القبور، وإنّي لمْ أخرج أشِرَاً ولا بطراً، ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنّما خرجت
لطلب الإصلاح في أُمّة جدّي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)؛
أُريد أنْ آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدّي وأبي علي بن أبي طالب،
فمَنْ قبلني بقبول الحقّ فالله أولى بالحقّ، ومَنْ ردّ عليّ أصبر حتّى يقضي الله
بيني وبين
[1]
المعجم الكبير، سليمان بن أحمد بن أيوب بن
مطير اللخمي الشامي، أبو القاسم الطبراني، المحقق: حمدي بن عبد المجيد السلفي،
مكتبة ابن تيمية –
القاهرة، الطبعة: الثانية، 3/108.
نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 250