نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 249
في
وجه الاستبداد؛ فكل الأئمة فعلوا ذلك، ولكن بطرقهم الخاصة، مراعاة لظروف المكان
والزمان.
أما
الإمام الحسين ؛ فقد أنيطت به مهمة خاصة في
منتهى الألم والخطورة، وهي أن يضحي بنفسه وأهله وكل ما يملك في سبيل تلك المواجهة
ليبقى ما حدث له عبرة للأجيال، وليتحقق عن طريقه انتصار الدم على السيف.
ولهذا
كانت تلك الملحمة الكبرى درسا للمسلمين جميعا، بل للعالم جميعا في أن الإسلام هو
دين العدالة، وأن الذين مارسوا الظلم والاستبداد مارسوه بأسمائهم، لا باسم
الإسلام، وبذلك حفظ الإسلام النقي الصافي من أن يصبح لعبة بيد الحكام الظلمة
والمستبدين.
ولهذا
نجد في النصوص الكثيرة الواردة عن رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) الإخبار بما سيحصل للإمام الحسين ،
ولوم الأمة عليه، لا لوم الإمام الحسين ،
بل إن فيها إشارات صريحة بكونه مكلفا من الله تعالى للقيام بتلك التضحية العظيمة.
ففي
الحديث الوارد في مصادر الفريقين عن أنس بن مالك، قال: (استأذن مَلَكُ القَطْرِ
ربه أن يزور النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، فأذن له، فكان في يوم أم سلمة، فقال النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): (احْفَظِي علينا البابَ لا يَدْخُلُ علينا
أحَدٌ)، فبينا هي على الباب إذ جاء الحسين بن علي، رضي الله عنهما، فظفر فاقتحم
ففتح الباب فدخل فجعل يتوثب على ظهر النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، وجعل النبي يتلثَّمه ويقبِّله، فقال له المَلَك: أتحبه؟ قال: نعم،
قال: أما إن أمتك ستقتله، إن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه. قال: نعم. فقبض قبضة
من المكان الذي يقتل فيه فأراه إياه فجاءه بسهلة أو تراب أحمر فأخذته أم سلمة
فجعلته في ثوبها. قال ثابت: كنا نقول: إنها كربلاء)[1]
[1] ابن حبان في صحيحه (6742)، وقال
عنه الشيخ شعيب الأرناؤوط: حديث حسن، أحمد في مسنده (13539)، أبو يعلى (363).
نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 249