نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 26
الأحبار ووهب بن منبه وغيرهما.
وقد روي عنه نصان مهمان جدا،
يؤسسان لقيم التنزيه، ويعطيان القواعد المرتبطة بذلك، والتأمل فيهما وحده كاف للرد
على كل تلك المدارس التي ظهرت في التاريخ الإسلامي، والتي شوهت العقيدة الإسلامية،
وسربت إليها الكثير مما حصل لعقائد الأمم السابقة، حتى وصل الأمر إلى إدخال كل صور
التشبيه والتجسيم والوثنية في العقائد الإسلامية.
أما النص الأول، فقوله ـ في
خطاب له يشير به إلى تلك الظاهرة التي وفر لها بنو أمية كل أسباب الرعاية: (أيها
الناس! اتقوا هؤلاء المارقة الذين يشبهون الله بأنفسهم، يضاهئون قول الذين كفروا
من أهل الكتاب، بل هو الله ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير، لا تدركه الأبصار،
وهو اللطيف الخبير، استخلص الوحدانية والجبروت، وأمضى المشيئة والإرادة والقدرة
والعلم بما هو كائن، لا منازع له في شيء من أمره، ولا كفو له يعادله، ولا ضد له
ينازعه، ولا سمي له يشابهه، ولا مثل له يشاكله، لا تتداوله الأمور، ولا تجري عليه
الأحوال، ولا تنزل عليه الأحداث، ولا يقدر الواصفون كنه عظمته، ولا يخطر على
القلوب مبلغ جبروته؛ لأنه ليس له في الأشياء عديل، ولا تدركه العلماء بألبابها، ولا
أهل التفكير بتفكيرهم، إلا بالتحقيق إيقانا بالغيب؛ لأنه لا يوصف بشيء من صفات
المخلوقين، وهو الواحد الصمد، ما تصور في الأوهام فهو خلافه. ليس برب من طرح تحت
البلاغ، ومعبود من وجد في هواء أو غير هواء، هو في الأشياء كائن لا كينونة محظور
بها عليه، ومن الأشياء بائن لا بينونة غائب عنها، ليس بقادر من قارنه ضد أو ساواه
ند، ليس عن الدهر قدمه، ولا بالناحية أممه، احتجب عن العقول كما احتجب عن الأبصار،
وعمن في السماء احتجابه كمن في الأرض، قربه كرامته وبعده إهانته، لا يحله (في)،
ولا توقته (إذا)، ولا تؤامره (إن)،
نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 26